يجرى حاليا أول لقاء بين زعماء الفصائل الكشميرية في الشطرين الهندي والباكستاني وهو أول لقاء من نوعه منذ انشطار الإقليم في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية حول كشمير سنة 1947 وقد بدأ المؤتمر يوم السبت الماضي بحضور أكثر من 60 شخصا من السياسيين والمثقفين وبيروقراطيين وضباط جيش متقاعدين، وسينتهي المؤتمر يوم الثلاثاء بعد الاتفاق على ميثاق كشميري سيتم تقديمه بصورة غير رسمية الى الحكومتين الهندية والباكستانية. ويشترك في المؤتمر زعماء الفصائل الكشميرية في شطري الإقليم الى جانب شخصيات كشميرية بارزة تقيم حاليا في بلدان أخرى مثل بريطانيا والولاياتالمتحدة. وقد نظم المؤتمرَ منظمة بوغواش الإيطالية الى حازت جائرة نوبل للسلام سنة 1995 لجهودها في التقريب بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة. ويعتبر هذا اللقاء جزءا من دبلوماسية «المسار الثاني» - غير الرسمي - المستمر بين الهند وباكستان وقد تمخض الانفراج الحالي الى حد كبير بسبب نشاط المسار الثاني وتعقد حاليا لقاءات مستمرة في مختلف الأمكنة بين مستشارَي الأمن القومي في البلدين وسط ستار كثيف من السرية لدرجة أنه لا يعرف حتى مكان تواجدهما خلال اللقاءات ووصل بالصحافة هنا أن تكهنت أن المباحثات السرية تجرى في سنغافورة بينما كانت تجرى في حقيقة الأمر بمدينة أمريتسار التي لا تبعد كثيرا عن نيودلهي..! وكان مؤتمر الحرية الكشميري في الجزء الهندي من الإقليم يطالب الحكومة الهندية بصورة مستمرة منذ سنوات أن تسمح لها بزيارة باكستان للقاء مع الفصائل الكشميرية الموجودة هناك إلا أن الهند لم تسمح بذلك حتى الآن. ويبدو أن اختيار نيبال كان لغرض الحيلولة دون هذا الرفض الهندي الرسمي حيث أن باستطاعة المواطنين الهنود والباكستانيين دخول نيبال بدون تأشيرة وحتى بدون جواز سفر.. وكانت الحكومة النيبالية قد أشارت أنها ستمنع المؤتمر لو جاء طلب هندي رسمي يعارض عقده على الأراضي النيبالية إلا أن شيئا من هذا لم يحدث في نهاية الأمر ولعل الهند هي الأخرى تريد أن ترى ما الذي سيتمخض عن اللقاء بين الفصائل الكشميرية حيث أن من الأهداف المعلنة لهذا المؤتمر التوصل الى حل مقبول لكل الأطراف الكشميرية وإنشاء قناة كشميرية واحدة للاتصال بكل من الهند وباكستان والبحث عن حل «عملي» للمشكلة. ومن الحاضرين بالمؤتمر الميرواعظ عمر فاروق والبروفيسور عبدالغني بهات وكلاهما رئيس سابق لمؤتمر الحرية بالشطر الهندي من الإقليم وكلاهما في عداد «المعتدلين». ويجري المؤتمر خلف الأبواب المغلقة ولا يشارك فيه إلا الزعماء الكشميريون. وقال الميرواعظ وهو زعيم ديني تقليدي للكشميريين المسلمين أنه يجب على كل الأطراف أن تكون مرنة في تعاطيها مع القضية. وقال المير واعظ أن تنظيمه يفضل الاستقلال لكشمير إلا أنه مرن في تصوره للحل المقبول.. وقال إن المحادثات قد تكون ثلاثية بحضور ممثلي الهند وباكستان أو تكون ثنائية بحضور ممثل كل دولة على حدة في المحادثات مع الكشميريين. وقال أحسن إقبال تشودري زعيم حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني الذي يتزعمه نواز شريف أن حزبه يؤيد استقلال كشمير إلا أنه سيقبل بأي شيء يطالب به الكشميريون. وقال إن قدر جنوب آسيا رهن للمشكلة الكشميرية ولذلك لا بد من حلها سريعا. وقد تشكلت ثلاث مجموعات عمل لبحث ثلاثة محاور هي الحوار الكشميري الداخلي وتدابير بناء الثقة والتدابير العاجلة، والخطوات اللازمة لحل سلمي للمشكلة. والجدير بالذكر أن المؤتمر يضم فقط الجماعات الانفصالية فليس هناك تمثيل للجماعات والأحزاب الأخرى كما لا يوجد تمثيل لغير المسلمين كالهندوس والبوذيين في الإقليم وهو مأخذ كبير على الانفصاليين أنهم لا يمثلون إلا قطاعا معينا من الكشميريين.