استعد مقاتلو المعارضة الليبية في الجبل الغربي امس لشن هجوم جديد على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في تصعيد للضغوط عليه بعد اعتراف بريطانيا دبلوماسيا بالمعارضة. وعقب تراجع الآمال في التوصل الى تسوية من خلال التفاوض بعد نشاط دبلوماسي محموم في الاسابيع الأخيرة أذعن طرفا الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر للأمر الواقع وأدركا ان الصراع سيتواصل في شهر رمضان في اغسطس /اب. وقال مسلحو المعارضة الذين يقاتلون في منطقة الجبل الغربي الأربعاء انهم يستعدون لشن هجوم كبير للاستيلاء على مدينة الغزايا الاستراتيجية قرب الحدود مع تونس خلال الساعات القادمة. وشاهد مراسل لرويترز عشرات الشاحنات المسلحة تتجه صوب نالوت القريبة من الحدود. كما تمركزت نحو 30 شاحنة صغيرة أخرى مموهة بالطين الى الشرق منها استعدادا للمشاركة في الهجوم. وقال عمر فكان وهو قائد ميداني من المعارضة لرويترز "نعزز الموقع حول نالوت وسنهاجم الغزايا في اليومين المقبلين بكل تأكيد. نخطط للاستيلاء عليها." وتابع إن قواتاً من عدد من المدن التي تسيطر عليها المعارضة في جبل نفوسة بغرب البلاد تتجمع في نالوت وتستعد للهجوم. وسيطر مقاتلو المعارضة على مساحات كبيرة من الاراضي الليبية منذ بدء انتفاضتهم ضد حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما وهم يسيطرون الآن على منطقة جبل نفوسة وشمال شرق ليبيا ومدينة مصراتة في الغرب. لكن مقاتلي المعارضة مازالوا يفتقرون للتنظيم والتسليح الجيد. ورغم الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي على مدى أربعة أشهر الا انهم فشلوا في إحراز أي مكاسب كبيرة قبل بداية شهر رمضان في أول أغسطس. وسخر القذافي من الجهود الرامية لإنهاء حكمه وتحدى هجوم المعارضة المتعثر الان والهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي على قواته وعلى البنية التحتية لجيشه. ولم تحقق الجهود الدبلوماسية المحمومة التي بذلت مؤخرا الكثير وأصرت المعارضة على أن يتنحى القذافي كخطوة أولى بينما تقول حكومته ان دوره ليس محل تفاوض. وزار مبعوث الأممالمتحدة عبد الاله الخطيب الجانبين هذا الاسبوع وعرض خططا لوقف اطلاق النار وحكومة لاقتسام السلطة تستبعد القذافي دون أن يحقق أي تقدم ملموس. وحين سئل مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض عن اقتراح الخطيب قال إن المعارضة فوجئت بعد اتخاذ عشر خطوات الى الوراء بأن العرض هو اقتسام السلطة مع نظام القذافي وهذا مضحك. وفي وقت سابق قال عبد الجليل إن المجلس كان عرض قبل شهر على القذافي البقاء في البلاد بشرط تنحيه أولا ولكن هذا العرض انتهى الآن. وأضاف للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد أن هذا العرض لم يعد ساريا. وقال انه جرى التقدم بالعرض قبل شهر عن طريق مبعوث الأممالمتحدة مع تحديد مهلة مدتها أسبوعان. وأردف قائلا إن الأسبوعين مرا ولم يعد العرض قائما. وبدا القذافي أيضا الاربعاء متحديا وطالب المعارضة بإلقاء السلاح والا واجهت الموت. وفي رسالة صوتية بثت في حشد مؤيد للزعيم الليبي في بلدة على بعد 140 كيلومترا غربي معقله في العاصمة طرابلس قال القذافي إن الكل سيقود هذه المعركة "حتى النصر.. حتى الشهادة."