عانت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المقاومون المسلحون من نقص الوقود إذ احتدم حريق في مستودع أصابه صاروخ أطلقته قوات الحكومة الليبية. وبعد مضي أكثر من يوم على الهجوم الذي وقع في وقت متأخر يوم الأحد ما زال يتصاعد دخان كثيف الى السماء ليخنق جزءا كبيرا من المدينة متسببا في اقبال المدنيين على الشراء المذعور ومنذرا بنقص الوقود للمعارضين الذين يسيطرون على المدينة المعزولة , وتعاني أيضًا العاصمة طرابلس التي تبعد 200 كيلومتر الى الغرب ومناطق اخرى تحت سيطرة الحكومة من مشكلات وقود أشد وأطول أجلا. وأغلقت معظم محطات البنزين تاركة السائقين يقفون في طوابير طويلة في حر الصيف القائظ في المحطات القليلة التي لا تزال مفتوحة مع اعطاء اولوية لمركبات المعارضين على خط المواجهة ومركبات خدمات الطوارئ , وقال السائق اسماعيل محمد "الصبر طيب الحمد لله. اننا في طوابير طويلة من أجل البنزين الان لكن معظم الناس لم يقولوا شيئا." , وقال سائق آخر بعد ان قضى ثلاث ساعات منتظرا حتى وصل إلى مضخة الوقود "امدادات البنزين في الايام الاخيرة كانت ممتازة ونظام هذا الطاغية قصف منشأة النفط متسببا في الذعر وطوابير طويلة لاناس ينتظرون اعادة التزود بالوقود." , وقال مسؤولون ان مستودعات وقود اخرى ما زالت سليمة لكن يصعب الوصول اليها مع احتدام الحريق نظرا لانها على مقربة. وكانت مصراتة ثالث اكبر مدينة في ليبيا التي يعيش فيها نحو نصف مليون نسمة قد اصبحت معزولة برا منذ شهور عن المناطق الاخرى التي يسيطر عليها المعارضون الى الشرق لكنها استطاعت الحصول على الامدادات الاساسية ومنها الغذاء والوقود , ويقع جزء كبير من صناعة النفط الليبية في الشرق الذي يسيطر عليه المعارضون ويساعد حلف شمال الاطلسي في تنفيذ حظر على الواردات إلى المناطق الموالية لحكومة القذافي.