اصطف المواطنون السعوديون في خندق المقاطعة مرةً أخرى، بعد محاولات سابقة كانت خجولة، حاول الشعب هذه المرة الوقوف بقوة ضد ابتزاز شركات الألبان والتي رفعت أسعارها بين عشيةٍ وضحاها وبدون أسباب مقنعة، إلا أن المواطن مغلوب على أمره ولن يجد كالعادة من يقف معه في وجه الجشع التجاري الذي نعاني منه الأمرين! بدأت حملات المقاطعة من صفحات المواقع الاجتماعية، وما لبثت حتى وصلت عبر رسائل الجوال وأصبحت حديث المجالس. المستهلكون المقاطعون توحدوا بطريقة أقل ما يقال عنها بأنها رائعة، كما وصفتها بعض الصحف الإلكترونية الخليجية بإعجاب؛ بل وطالب قراؤها بمحاكاة ردة فعل السعوديين تجاه أي تصرف مشابه. ومابين مقاطعة قوية وتبريرات واهية، انتصر المواطن الضعيف على تلك الشركات والتي كأنها كانت تتحدى وتقول: ستشتري رغماً عنك!! وعادت الأسعار إلى وضعها السابق بقوة المقاطعة التي أحرجت فأجبرت الجهات الرقابية على الحضور.. وهي التي عودتنا على الحضور يوماً والغياب لأيام! في ظل قوانين مغيبة، وأنظمة لا تعرف التطبيق؛ فإن المواسم تأتي تباعاً، وكل تاجر يسل سيف أسعاره بحلول موسم تجارته، فالعيد قادم وبعده موسم العودة إلى المدارس.. ولا نقول إلا رحماك يا رب! نعم انتصرت حملة مقاطعة الألبان، ولكن.. هل هذه الزيادة في سعر اللبن تحديداً هي ما يرهق تفكير المواطن؟ وهل هي مشكلتنا الوحيدة؟! فمازال العقار يرتفع وأسعار الإيجارات في زيادة ومالك العقار يقول: (عاجبك وإلا توكل!!) والأراضي البيضاء والمخططات تملأ البلاد ويضارب فيها تجار العقار، ومازالت فكرة الضرائب على الأراضي البيضاء تخرج على استحياء بين حينٍ وآخر، والرهن العقاري نسمع به ولا نراه وقد طال انتظاره وكأنه اختفى دون رجعة! ما فتئت أحلام المواطن البسيط في تملك مسكن يلم شمل أسرته؛ ليطمئن عليهم قبل منيته مستمرة بملاحقة السراب.. وما زلنا نطارد اقتراحات وأفكاراً ومشاريع لحل أزمة السكن، ولكن لا أمل يلوح في الأفق.. وما عليك عزيزي المواطن إلا أن تحلم، بل، وأخشى أن يأتي يوم وتصبح أحلام السعوديين بمقابل مادي، وتتلاعب بنا شركات الأحلام وترفع أسعار الحلم ما بين حين وآخر، ثم ما نلبث حتى لا يكون باستطاعتنا أن نحلم لارتفاع سعر متر الحلم..!! تُرى.. هل تنجح مقاطعة العقار كما نجحت مقاطعة الألبان؟ وكيف نقاطعه؟! وهل تجار العقار نفس تجار الألبان؟؟