في جريمة بشعة لم يشهد المجتمع المغربي مثيلا لها من قبل، وبينما يحاول الناس في المغرب لملمة جراحهم التي خلفتها أحداث 16 مايو الإرهابية وهم يحيون ذكراها الثانية التي حلت الاثنين، أصيب المواطنون بذهول كبير وهم يتلقون خبرا من الغرابة بمكان مفاده إقدام شاب على قتل والدته بدعوى أنها «خارجة على الدين والملة». فقد أفادت يومية «الأحداث المغربية» في عددها ليوم أمس أن متطرفا بمدينة أحفير الواقعة عل الحدود الشرقية مع الجارة الجزائر يبلغ من العمر 29 سنة قتل والدته (49 سنة) بعد أن أصدر «فتواه» بتكفيرها (!!). ودخل الشاب الذي شهد بعض معارفه وجيرانه أنه كان يحمل أفكارا غريبة بحيث كان يدعي تارة «النبوة» وتارة أخرى أنه «المهدي المنتظر» في نقاش مع أمه وأخذ يوجه لها أسئلة ل «اختبار» عقيدتها (!!)، وحين رفضت الأم مسايرته في نقاشه كفرها وتبرأ منها. وفي الليل وبينما الأم المسكينة تغط في نوم عميق بادر الشاب الذي يبدو بحسب بعض الشهادات أنه مصاب باختلال عقلي إلى محاولة نحر أمه من الوريد إلى الوريد، غير أن الأم فطنت لذلك فقاومته لكن قوته العضلية ساعدته على التمكن من خنقها وإزهاق روحها. وكان الشاب المخبول ينوي بعد فعلته الشنيعة تلك التسلل عبر الحدود الشرقية إلى الجزائر غير أن أحد معارفه تمكن من إقناعه بتسليم نفسه إلى المصالح الأمنية. وفتحت المصالح المختصة تحقيقا في الموضوع قبل أن تقدم على تسليم المتهم إلى المحاكمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وذكرت مصالح قريبة من التحقيقات بحسب إفادة يومية «الأحداث المغربية» دائما أن المتهم اعترف للمحققين أنه كان على خلاف دائم مع أمه المطلقة منذ عدة سنوات لشكه في سلوكها. وكان الشاب يتهم أمه بالانحراف ويحاصرها دائما بالأسئلة عن «أبيه الحقيقي». ولم يكن الشاب ينادي أمه سوى باسمها الشخصي رافضا الاعتراف بأمومتها كما كان دائم الشجار معها وأخيه الأصغر وأغلب المحيطين به من الأقارب والجيران. وحاولت أخت له مستقرة بسويسرا انتشاله من الضياع الذي كان يعيش فيه بأن رحلته للعيش بجوارها هنالك في أفق أن تجد له عملا يعول به نفسه، إلا أن أفكاره الشاذة تسببت في خلق المتاعب لها مع محيطها مما اضطرها إلى أن تطلب منه العودة إلى المغرب. غير أنه فضل وبدل العودة إلى المغرب الرحيل إلى فرنسا التي قضى بها بعض الوقت ومن ثمة رحل إلى ليبيا والتي طرد منها الصيف الماضي بسبب أفكاره المتطرفة. وكان الشاب الذي لم يكن له أي عمل يذكر عالة على الأم التي لم يعترف يوما بأمومتها واتهمها في سلوكها وأفكارها وعقيدتها وأقدم في حالة طيش على وضع حد لحياتها.