جملة شعبية على صيغة سؤال يطرحهُ إنسان لآخر ليستدل على أنه يتحدّث إلى الشخص المعيّن لاستلام شيء، متاعا أو مالا. أهل مصر يقولون "بالأمارة" أي الدالة أو العلامة أو الإشارة. كذلك فهي بيان صدق الطالب. وهي –أي الإمارية– إما أن تكون واقعة يشترك الطرفان فقط في معرفته، أو كلمة يعرفها الاثنان. فمثلا إذا طلب رب البيت من أهله إرسال متاع، وحمّل الرسالة رجلا غريبا فنجده يقول: بلأمارية يوم أصلّح مفتاح الغرفة الفلانية. وتلك الواقعة –غالبا– لا يعرفها إلا أهل البيت ورب البيت (المُرسِل). آتي إلى القول إن "الإمارية " تُعادل في لغة العصر، ولغة الحاسب مفردة (الباسورد) Password، أو كلمة المرور، وفي التعبير العسكرية (سرّ الليل) وكانت كلمة تتغيّر كل ليلة، ويُتطلّب على راغب الدخول حفظها والنطق بها، منعا لدخول الغرباء إلى الثكنات والتحصينات الأمنية. جاءت في خاطري هذه المقالة بعد أن وصلني عبر الإنترنيت رسالة تداولها غيري مذيلة باسم شخصية معروفة في ميدان المال والأعمال والاستشارات، الاقتصادية. وأيضا كان ذا مكانة رسمية، ويحمل درجة علمية في حقله. موجز الرسالة المذيلة باسم تلك الشخصية، ودرجته العلمية أنه تعرض لعملية احتيال كلفته 11 ألف دولار أمريكي، بأن قام غريب بالحصول على كلمة المرور في بريده الإلكتروني. ومنه اتصل بالبنك الذي تتعامل معه تلك الشخصية، طالبا تحويلا تحويلا نقديا إلى طرف آخر. وربما أن البنك اعتمد الأمر لكونه متفقا عليه بين الطرفين. أي أن يقبل البنك الأوامر التي تصله من عميله المذكور بواسطة الإيميل. وصلت إلى الشخصية السعودية رسالة بواسطة جواله بإتمام عملية التحويل. وبعد ثوان كان الخادع قد استلم المبلغ نقدا وعدّا. واسمه لايزال نكرة، وصعُب الاستدلال عليه. شخصيا أرتاب في صدق الرواية، وتحتاج إلى توطيد. أو أنها وقعت فعلا لتلك الشخصية وأراد تنبيه قائمته البريدية إلى ما جرى له. وأن كتابة البريد الإلكتروني على بطاقات الزيارة والتعارف تصرّف لا لزوم له. أو - أيضا - الابتعاد قدر الإمكان عن الاتفاق مع البنك على جعل التعامل وأوامر الدفع تُجرى بواسطة البريد الإلكتروني. لي صديق يقول: شخصيّا أحضر للبنك عند أي عملية مصرفية. إيداع، تحويل، تسديد أقساط. وأستعمل بطاقة الصراف فقط للسحب العادي أو تسديد خدمات مرفق. وغير هذا أحضر بنفسي للفرع، و"أسحب كرسي" عند خدمة العملاء. و"أوريهم وجهي". فهو (أي وجهي) "الإماريّه" في هذا الزمن المليء بالمكر والخداع.