سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجموعة دراسة سرطان الرئة تعتزم إجراء دراسة شاملة لاستراتيجية الحد من تزايد نسبة الداء في المملكة توقعات بأن يتصدر المرض مسببات الوفاة بالسرطان بحلول العام المقبل
عقد مؤخراً الاجتماع الأول لمجموعة دراسة سرطان الرئة في المملكة وذلك في قاعة الهفوف في فندق انتركونتيننتال في الرياض بمبادرة من الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر. وشارك في الاجتماع ممثلين عن القطاعات الصحية من كلية الطب في جامعة الملك سعود والمستشفى العسكري ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني ومستشفى الملك فيصل التخصصصي ومركز الأبحاث، حيث مثلت المجموعة كافة التخصصات الطبية المتعلقة بسرطان الرئة من استشاريين للأمراض الصدرية وجراحي الصدر واستشاريين في الأورام والأشعة وعلم الأمراض الباثولوجي والعقاقير. وناقشت المجموعة التي يرأسها الدكتور خالد قطان من جامعة الملك سعود- كلية الطب- خطة عملها للسنة الحالية والمتمثلة في العمل على إيجاد دليل إرشادي شامل للأطباء الممارسين لتشخيص سرطان الرئة يساهم في كتابته ممثلين عن التخصصات الطبية المختلفة ليسهم ذلك في التشخيص المبكر لهذا المرض ثم المبادرة لتأمين العلاج الفعال للحد من خطورة المرض وإنقاذ المرضى من سرعة انتشاره إلى كافة أنحاء الجسم. كما تعتزم المجموعة إقامة أول ندوة طبية عن سرطان الرئة في المملكة في مطلع السنة القادمة تناقش فيها آخر المستجدات الحديثة في علم الأورام والجراحة والأشعة المتعلقة بسرطان الرئة. وتقوم الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر بدور إشرافي على المجموعة لتسهيل عملها وضمان استمرارية نشاطها وتحديد الأولويات في سبيل الحد من تزايد حالات سرطان الرئة في المجتمع السعودي وتكوين البنية العلمية اللازمة للتعامل معه. والدكتور محمد بن صالح الحجاج رئيس اللجنة التأسيسية للجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أثنى على الدور الذي سوف تقوم به المجموعة وذكر بأن الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر يهمها كل ما من شأنه توحيد الجهود العلمية والعملية لإيجاد وسائل تشخيصية وعلاجية فعالة لمقاومة سرطان الرئة الذي يعتبر من أخطر أنواع السرطانات وأكثرها انتشارا بين المدخنين حيث يحضر أغلبية المصابين لعيادة الطبيب بعد أن يكون المرض قد انتشر في أنحاء الجسم مما يقلل فرص العلاج الفعال ويحد من نسب الشفاء التي هي متدنية أصلا حتى في الحالات التي تم تشخيصها مبكرا. وشارك ممثل الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان الدكتور فهد الخضيري في هذا الاجتماع حيث تقوم الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان بدور بارز في رعاية مرضى السرطان وتأمين الوسائل العلاجية والمعيشية لهم أثناء فترة التشخيص والعلاج. ويعد سرطان الرئة أكثر انواع السرطان انتشارا في العالم حيث تقدر أعداد المصابين بأكثر من 1,2 مليون حالة (12,3٪ من كل حالات السرطان) للحالات المستجدة (احصائيات عام 2000) يشكل 75٪ منها حالات لدى الرجال. ويوجد مانسبته 48٪ من الحالات في الدول النامية. ويعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بين أمراض السرطان لدى الرجال، اما في حالات سرطان الرئة لدى النساء فتبين الاحصائيات الحديثة أن سرطان الرئة قد تجاوز سرطان الثدي في التسبب في الوفاة. وفي المملكة وحسب إحصائيات السجل الوطني يعتبر سرطان الرئة أيضا من أكثر السرطانات انتشارا بين الرجال، وقد بلغ ترتيبه الرابع في احصائيات عام 1998- 2001 من بين أكثر عشرة أنواع من السرطانات المنتشرة في المملكة بنسبة 7٪ من كافة أنواع الحالات لدى الذكور، حيث سجلت 979 حالة منها 201 حالة لدى النساء، وقد كان في المركز التاسع قبل عشر سنوات. وتتوقع الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الأخرى لدى الرجال ويكون السبب الأول في الوفاة من السرطان بحلول العام 2006 نظراً لانتشار التدخين الذي تبلغ نسبته 30-50٪ بين الرجال، وتبين الدراسات الإحصائية أن 30٪ من طلاب المدارس الثانوية مدخنون. ويتسبب التدخين في حدوث 80٪ من حالات سرطان الرئة في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة رابع أكبر دولة مستوردة للتبغ على مستوى العالم ويباع في أسواق المملكة أكثر من 15 مليون سيجارة سنويا، وتنفق المملكة على التبغ أكثر من 1,8 بليون ريال سنويا لاستيراده. وصدرت عن الاجتماع العديد من التوصيات وأبرزها وضع أسس تشخيص وعلاج سرطان الرئة في المملكة وإخراج دليل إرشادي يوزع على الأطباء والمهتمين في هذا المجال، وكذلك إعداد وتوزيع مطويات ووسائل تثقيفية للتوعية الصحية لجميع شرائح المجتمع شاملة طرق التعامل مع سرطان الرئة ووسائل علاجه وايضا أضرار التدخين وطرق الإقلاع عنه إضافة إلى إقامة ورش عمل وندوات علمية ومحاضرات طبية لمناقشة مشكلة سرطان الرئة والتركيز على أهمية التشخيص المبكر للحالات المرضية والبدء في التحضير لدراسة علمية شاملة لسرطان الرئة في المملكة تشترك فيها كافة المراكز الطبية التي تعالج هذا المرض للاستفادة من نتائج هذه الدراسة في التخطيط لاستراتيجية فاعلة للحد من تزايد نسبة سرطان الرئة في المملكة، والتعاون لتنسيق الجهود مع القطاعات الصحية الأخرى ممثلة في وزارة الصحة والخدمات الطبية للحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي والقطاع الخاص وكذلك الجمعيات المماثلة مثل الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان والجمعية الخيرية لمكافحة التدخين وكذلك، فتح باب التبرع والدعم المالي لجهود المجموعة من خلال قنوات الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر.