أرجعت طبيبة سعودية تنامي ظاهرة التدخين في اوساط السعوديات الى التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع السعودي في السنوات الأخيرة، واكبتها سهولة الآلية التي تحصل فيها المدخنة على التبغ بأنماط متعددة سواء كان سيجارة او نارجيلة او شيشة، الذي بدوره أسهم في انتشار اعداد هائلة من المدخنات في المقاهي والمشاغل النسائية والمجالس النسائية على اعتبار انها موضة جديدة الى جانب اعتبار التدخين سبيلا للهروب من الضغوطات النفسية علاوة على ذلك تغيير النظرة المجتمعية تجاه المرأة المدخنة من الاستهجان والنفور الى نظرة الاعتياد لكونها باتت ظاهرة. وأشارت الدكتورة عائشة العصيل طبيبة الباطنية في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر خلال “الملتقى الأول لمكافحة التدخين للسيدات” الذي نظمه فريق وجهة التطوعي بالتعاون مع الجمعية الخيرية بمكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية نهاية الاسبوع الماضي، الى صدور احصائية حديثة لوزارة الصحة قبل بضعة أيام نتيجة ظهور آثار التدخين في المستشفيات وتنامي حالات النساء المصابات بأمرا ض متعددة، التي تأكد فيها تزايد اعداد المدخنات السعوديات من 600 ألف مدخنة في العام الماضي الى مليون مدخنة من جملة ستة ملايين مدخن في السعودية، معتبرة هذه الاحصائية اقل من الواقع الحقيقي، مرجعة ذلك الى ان كثيرا من المدخنات يخفين انهن مدخنات بسبب العادات والتقاليد في بعض المناطق السعودية التي يعد فيها التدخين منظرا غير حضاري. وابانت الدكتورة العصيل ان التدخين السبب المباشر في انتشار سرطان الرئة بين النساء، لافتة الى ان مركز الملك فيصل للأورام يعالج ما يقارب 2700 سنويا في حين تعالج بقية مراكز السعودية مجتمعة 1500 حالة 7000 حالة تعالج فعليا و4200 حالة سنويا لا تتلقى العلاج بسبب وصول الحالات في وضع متأخر. مشيرة الى ان المرأة المدخنة معرضة لسرطان الثدي مرتين اكثر اذا بدأت التدخين من سن المراهقة، الى جانب سرطان الجلد حيث ان نسبة 50 - 70 في المئة من الحالات كانت من التدخين، علاوة على تعريض الجنين لجميع السرطانات بعد الولادة اذا دخنت الام وقت حملها، علاوة على أثر التدخين في المرأة قبل الحمل وبعده، وهو انه السبب في البرود الجنسي لديهن وتأخر الحمل نتيجة تأثيره في الاخصاب يؤدي الى العقم احيانا. مبينة ان الجمعية السعودية لجراحة الصدر توقعت ان يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الاخرى عند الرجال ويكون السبب الاول للوفاة بما نسبته 30 - 50 في المئة من المدخنين بين الرجال. مشيرة الى ازدياد حالات الاصابة بمرض الدرن (السل الرئوي) في المراهقات، لافتة الى غياب الدراسات في السعودية بخصوص الربط بين التدخين والمرض. وعن دور مكافحة التدخين أوضح صالح العباد مدير الجمعية انه فُتِح فرعٌ نسائي في الشرقية لكنه اغلق بسبب عدم الاقبال من قبل المدخنات الى جانب عدم انتظام الراغبات في الاقلاع بالبرنامج المعد من قبلهم، لافتا الى ان 4 - 6 حالات فقط هي التي وردت الى العيادة التي فتحت داخل جمعية نسائية بعد اغلاق الفرع النسائي، مؤكدا ان الوزارة رصدت عشرة ملايين لهذه الجمعية بسبب تزايد اعداد المدخنات والمدخنين.