وصل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وقادة العالم إلى جاكرتا امس الأربعاء لمحاولة التصدي لازمة موجات المد في اسيا وعملية إغاثة إنسانية تصل تكلفتها إلى 2,3 مليار دولار وهي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية. ويجتمع زعماء العالم اليوم الخميس للبحث عن اجابة لتساؤلات بشأن كيفية منع تكرار مثل هذه الكارثة في المستقبل فيما يكافح عمال الاغاثة لتوفير الغذاء والمأوى لملايين من الناجين الذين لا يزالون يدفنون موتاهم بعد عشرة ايام من فتك موجات المد بمئة وخمسين الفاً. وتأمل اندونيسيا أكثر الدول تضررا إذ تكبدت نحو ثلثي الضحايا ان يتم الاتفاق خلال القمة التي تستمر يوماً واحداً على تركيب نظام اقليمي للتحذير من موجات المد ويقول خبراء ان مثل هذا النظام كان يمكنه انقاذ كثيرين. ويدرس زعماء من 26 دولة ومنظمة انسانية احتياجات إعادة البناء الضخمة حتى يستعيد الملايين في ست من دول المحيط الهندي حياتهم التي حطمتها الامواج. وقال رئيس اندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو «ينعقد مؤتمر الغد ليس من اجل اندونيسيا فقط بل من اجل جميع الدول التي اضيرت من الزلزال. نأمل ان تكون هناك نتائج ملموسة غدا بشأن وضع الية لمساعدة الدول المحتاجة». وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر إن تنسيق المساعدات بند رئيسي في جدول الاعمال. وقال «يمثل ذلك اسهاما رئيسيا لضمان تنسيق افضل ومساهمات ربما تكون اكبر مما كان يتحقق دون عقد القمة». وتعهد العالم بتقديم 2,278 مليار دولار معونات مع تدفق مئات الاطنان من المساعدات العاجلة من ادوية ومواد غذائية ومياه نظيفة وخيام على المناطق المنكوبة من الجو والبحر والبر. ومن المتوقع أن يصدرعنان مناشدة هامة من الاممالمتحدة في مؤتمر جاكرتا الذي يبحث ايضا امكانية تجميد فوري لسداد الدول المتضررة لديونها. ويقول بعض المحللين ان وضع خطط إعادة بناء وتأهيل محددة على المدى الطويل وتقدير تكلفتها يعتمد على تقييم مفصل من الصعب انجازه في حين لم يدفن بعد الاف القتلى. وفي الاسبوع الماضي قال صندوق النقد الدولي انه ينبغي تأجيل حساب الاثار الاقتصادية للكارثة حتى الانتهاء من تلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة. وتواجه جهود الإغاثة عقبات هائلةإذ دمرت الموجات العاتية المستشفيات وألحقت اضرارا بالمطارات وجرفت طرقا وجسوراً. وتسبب تدفق عدد كبير من منظمات الاغاثة كبيرها وصغيرها على اسيا في مشاكل في التنسيق وصعوبة الوصول للمحتاجين. وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول يوم الثلاثاء عقب وصوله إلى جاكرتا «اعتقد ان ما نريد ان نفعله حقيقة هو أن نتأكد من ان الاموال التي تم التعهد بتقديمها والمساعدات التي في طريقها للمنطقة ستوزع بشكل ملائم وسليم لتلبية الاحتياجات». واورد احدث تقرير للامم المتحدة عن عمليات الاغاثة ان نقص الشاحنات والطائرات والسفن والمخازن والمدارج الصالحة لهبوط واقلاع الطائرات يعرقل وصول المساعدات للناجين على سواحل المحيط الهندي واشار إلى ضعف التنسيق بين منظمات الاغاثة. وساعد نشر عشرات من الطائرات العسكرية والسفن الحربية والاف من القوات من الولاياتالمتحدة واستراليا ونيوزيلندا وماليزيا وسنغافورة والهند والمانيا واليابان على الاسراع بخطى جهود الاغاثة في الايام الاخيرة. وتهبط مروحيات (سي هوك) الامريكية وتقلع من مطار (باندا اتشيه) العاصمة المنكوبة لاقليم اتشيه الاندونيسي لنقل المعونة للناجين المحاصرين. وتنقل طائرات الشحن العسكرية العملاقة الامدادات وتشمل مستشفيات ميدانية عسكرية لازمة لعلاج مئات من المصابين بجروح شديدة اضحت ملوثة الان. وقال وزير خارجية اندونيسيا حسن ويراجودا ان كارثة موجات المد تعني ضرورة تنفيذ اقتراح اندونيسيا بتشكيل قوة عسكرية جاهزة تابعة لرابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) للتصدي للكوارث الانسانية. وفي سريلانكا ثاني اكثر الدول تضررا خفت الامطار التي ادت إلى فيضانات جديدة ومنعت وصول الشاحنات وتقول الاممالمتحدة انه اضحى ممكنا الوصول لكثير من المناطق من خلال الطرق الرئيسية باستثناء بعض المناطق على الساحل الشرقي للبلاد. وفي اندونيسيا تكافح جماعات الاغاثة للوصول لبعض المناطق لاول مرة منذ ان ضربتها موجات المد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الاول). وتستخدم الجماعات قوارب للوصول إلى ناجين على الساحل الغربي لسومطرة غير ان عددا كبيرا من الموانىء الصغيرة دمر او اصيب باضرار بالغة. وجاء في احدث تقرير للامم المتحدة عن جهود الاغاثة في اندونيسيا ان هناك انباء عن عمليات قرصنة قبالة السواحل الشرقية والغربية لسومطرة. كما بدأت جماعات الاغاثة تولي اهتماما لجهود إعادة البناء الاطول امدا. وقال ايه. جون واطسون رئيس منظمة كير كندا «من واقع خبرتنا في حالات الطوارىء السابقة يريد المانحون صرف الاموال على الفور. ما يجب ان يدركه الجميع ان إعادة بناء ما فقده هؤلاء الناس يحتاج اعواما».