مع ارتفاع اعمال العنف الى مستويات قياسية في افغانستان وفي وقت بدأ فيه تسليم المسؤوليات الامنية الى السلطات المحلية في المدن الرئيسية، يرى الخبراء ان المفاوضات مع حركة طالبان باتت اكثر الحاحا من السابق. فقد اشير الى اتصالات سرية بين الولاياتالمتحدة وطالبان في المانيا وقطر، الا ان بقاء قواعد اميركية دائمة في افغانستان لا يزال يثير جدلا كبيرا كما ان تلك اللقاءات لم تتحول الى مفاوضات جدية بهدف وضع حد للحرب المستمرة في البلاد منذ عشر سنوات. ومع تسليم قيادة الحلف الاطلسي المسؤوليات الامنية في سبع مناطق من افغانستان الى السلطات المحلية هذا الاسبوع، بالاضافة الى رحيل عشرات الاف الجنود في الاشهر ال18 المقبلة، يتفق المحللون على ان الحاجة الى مفاوضات سلام باتت ملحة اكثر من اي وقت مضى. ويرى جيل دورونسورو المحلل الافغاني لدى معهد كارنغي ان صيف 2012 سيكون المهلة من اجل التوصل الى اتفاق سلام لان عديد قوات الحلف الاطلسي وتمويلها سيكونا قد خفضا بالثلث. وتابع دورونسورو ان "بعد ذلك التاريخ سيصبح الوضع صعبا جدا بسبب ضغوط طالبان". فهو يرى ان هجمات طالبان ستزداد حدة مع انسحاب القوات، ولو ان مفاوضات السلام يمكن ان تحرز تقدما بحلول ذلك التاريخ. الا انه اعتبر ان المفتاح لتحقيق اي تقديم سيكون بالحصول على مساعدة من باكستان التي تنتشر في مناطقها الحدودية شبكات مرتبطة بطالبان وبتنظيم القاعدة لم تبد حتى الان اي استعداد لتسليم سلاحها. وقال دورونسورو "لم لا تريد طالبان التفاوض؟ لقد طلبت منها باكستان ذلك وهي يمكن ان تحصل على اعتراف دولي وتمويل كما انها لن تعود تتعرض للقصف يوميا". الا انه اضاف ان "طالبان لن تتفاوض مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي، لان النقطة الاساسية في المفاوضات هي انسحاب القوات الاجنبية". وتابع ان "القواعد الاميركية موضوع اساسي في المفاوضات"، مضيفا ان باكستان يمكن ان توافق على تواجد عسكري اجنبي محدود بهدف محاربة الارهاب. ومن المقرر ان تنتهي المهمة العسكرية بقيادة الحلف الاطلسي في افغانستان في اواخر 2014. من جهته، اشار الصحافي والخبير الاقليمي احمد رشيد لصحيفة "فايننشال تايمز" الشهر الماضي الى اتصالات سرية بين طالبان والولاياتالمتحدة، وان المفاوضات الاولى وجها لوجه تمت في ميونيخ في المانيا في نوفمبر 2010. وقال رشيد ان اللقاء الذي استمر 11 ساعة بين مسؤولين اميركيين وممثلين عن طالبان، تم تحت اشراف دبلوماسي الماني وحضره مسؤولون قطريون. وتابع ان لقاء ثانيا عقد في قطر في فبراير، وثالثا في المانيا في مايو بحضور المشاركين انفسهم، ودعت خلاله طالبان الى اطلاق سراح معتقليها ورفع العقوبات عنها.