* لم تعد الرياضة فقط ممارسة عفوية لنشاط بدني وصحي وفكري وإنما أصبحت علماً قائماً بذاته له نظرياته ومقوماته ومعاييره المبنية على أسس ومناهج علمية، والتطور السريع للأنشطة الرياضية على المستوى الوطني والدولي وانعكاساتها على اقتصاديات الدول وعلى البناء الاجتماعي والثقافي ودورها الحيوي في التنمية البشرية يتطلب إدارة علمية فعالة ومؤثرة للمؤسسات والمنظمات الرياضية بحيث تستطيع قيادتها لتحقيق أهدافها ومواكبة متغيراتها ومواجهة تحدياتها بنجاح وفاعلية. فالنمو السريع والتطور الكبير الذي شهده قطاع الرياضة في الدول المتقدمة خلال العقود القليلة الماضية كان نتاجاً طبيعياً لمساهمة التطبيقات التكنولوجية وإدارة تقنية المعلومات التي أتاحت مواكبة الأحداث الرياضية حية مباشرة لحظة حدوثها في أي مكان في العالم. لقد أصبحت الرياضة في عصرنا الحديثة إنجازاً تعليمياً تربوياً إبداعياً وأصبحت لها قيمتها في التنمية البشرية وتعزيز صحة الإنسان إضافة إلى دورها الاجتماعي المؤثر، أما على المستوى الاقتصادي فإن الرياضة تعد صناعة سريعة النمو لها وزنها ودورها في ارتفاع الناتج الوطني للمجتمعات فهي في بعض الدول من أهم وأبرز قطاعات الإنتاج، وقد حدثت متغيرات عديدة في مسيرة قطاع الرياضة والتربية البدنية واتسعت مجالاتها وتعددت آفاقها وتنوعت مؤسساتها، فأصبحت في حاجة ماسة إلى كوادر بشرية مؤهلة ومتخصصة في مجال الإدارة الرياضية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بنجاح وفعالية وأدركت المجتمعات المتقدمة أهمية الإدارة الرياضية وضرورة تأهيل موارد بشرية متخصصة في مجال الإدارة الرياضية من خلال المؤسسات التعليمية الجامعية. ولهذا لا تكاد تخلو جامعة في الدول الغربية من وجود برامج تعليمية تمنح درجات تعليمية في الإدارة الرياضية ابتداءً من البكالوريوس وانتهاءً بالدكتوراه، وأصبحت هناك مواد للتخطيط الاستراتيجي الرياضي والتسويق الرياضي واقتصاديات الرياضة والقانون الرياضي وإدارة الموارد البشرية في المؤسسات الرياضية والإعلام الرياضي وغيرها من العلوم الرياضية، ولاشك ان مبادرة جامعة المؤسس في إطلاق أول برنامج أكاديمي رياضي في هذا الصرح الرائد "برنامج الماجستير في الإدارة الرياضية" الذي سيتم تنفيذه في الجامعة مع مطلع العام الدراسي الجديد 1433 يعطي دلالة واضحة على الأهمية المعيارية لوجود التخصص والعلم الأكاديمي الرياضي في منظومتنا الرياضية ودور فعاليته في اختصار زمن النجاح والتفوق، نتمنى ان تكون هذه المبادرة، بداية لإعلان فتح أبواب العلم الرياضي في التخصصات العلمية الرياضية الأخرى سواء في القانون الرياضي أو الاقتصاد الرياضي أو الاستثمار الرياضي الخ.. خصوصا ونحن في حقبة العولمة الرياضية التي صار فيها العلم الرياضي يمثل حجر الزاوية في منظومة النجاح، وراس حربة في ترجمة الآمال إلى واقع ملموس، وننتظر من باقي الجامعات المحلية فتح أبوابها للعلم الرياضي الأكاديمي.