عقدت اجتماعات سرية بين مسؤولين ليبيين وأمريكيين مع سعي طرابلس إلى إجراء محادثات دون شروط مسبقة لكن واشنطن تقول إنها أوصلت رسالة واضحة مفادها أن على الزعيم معمر القذافي الرحيل. وعقد الاجتماع المباشر في مطلع الأسبوع بينما كانت القوات الحكومية تحارب قوات المعارضة للسيطرة على ميناء البريقة النفطي الذي قال مقاتلون من المعارضة الاثنين إنهم طوقوه فيما سيعطي دفعة كبيرة لحملتهم ضد القذافي. لكن طرابلس نفت ذلك. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية إن الاجتماع عقد "لتوصيل رسالة واضحة وحازمة وهي أن السبيل الوحيد للمضي للأمام هو تنحي القذافي". وأضاف "لم يكن هذا تفاوضا.. بل كان توصيلا لرسالة". وقال إنه ليست هناك نية لعقد المزيد من الاجتماعات. وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة للصحفيين في طرابلس إن الحكومة ترحب بأي حوار مع الفرنسيين أو الأمريكيين أو البريطانيين. وأضاف أنها ستبحث كل القضايا لكن دون شروط مسبقة وأنه ينبغي أن يقرر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم. ومضى يقول إن الاجتماع عقد في تونس السبت. وقال المسؤول الامريكي إنه أعقب اتصالات متكررة من مبعوثين للزعيم الليبي. من ناحية أخرى قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن فرنسا عقدت محادثات مماثلة مع مسؤولين ليبيين في مدينة جربة التونسية وإنها أكدت على ضرورة رحيل القذافي عن البلاد. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه "الوضع يتغير كما هو واضح. لو كنت سألتني قبل عشرة أيام كنت سأبدي حذرا اكبر.. الوضع يتحرك كما هو واضح لأن الليبيين من كل الانتماءات متأكدون قطعا أن القذافي لم يعد خيارا مقبولا في المستقبل". وأضاف أن على القذافي التنحي قريبا. وأردف قوله "بدأ العد التنازلي.. لكنني حذر لأن القذافي ليس متعقلا ومن الممكن أن يلجأ إلى استراتيجية المخابىء.. ويحتجز كل السكان المدنيين في طرابلس رهائن". ورفض الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون التعقيب على الاجتماع الليبي الأمريكي لكنه قال إن الأممالمتحدة تقوم بدور محوري في خطوات تعرض على القذافي خططا لتنحيه. وصرح لرويترز في جنيف امس "هناك العديد من الاطراف والامم المتحدة بتقوم بدور تنسيقي. مبعوثي الخاص يقوم بدور تنسيقي محوري". وكان يشير إلى مبعوثه عبد الإله الخطيب الذي شارك في اجتماع عقدته مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في اسطنبول واتفقت خلاله على خارطة طريق يتنازل بموجبها القذافي عن السلطة وترسم مسارا لانتقال ليبيا إلى الديمقراطية. وتم تفويض الخطيب -وهو وزير خارجية أردني سابق- بأن يعرض على القذافي خططا لترك السلطة. وقالت وكالة إيتار تاس الروسية للانباء إن من المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الليبي بنظيره الروسي في موسكو اليوم الأربعاء. وسيمثل هذا الاجتماع الذي طلب الليبيون عقده أول زيارة من نوعها لمسؤول في الحكومة الليبية إلى موسكو منذ بدء الصراع. ودعت روسيا القذافي إلى التنحي لكنها انتقدت الدول الغربية لاعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة كحكومة شرعية لليبيا قائلة إن هذا يعني الانحياز لجانب دون آخر. وتؤكد موسكو على أنها على اتصال بكل من المعارضة والحكومة. وبعد فترة جمود طويلة في الجبهة الشرقية للصراع قالت قوات المعارضة إنها أخرجت أغلب قوات القذافي من البريقة التي تقع بغرب البلاد وتحوي مصفاة نفط ومرفأ وإنها طوقت المدينة. ووردت انباء عن سقوط اكثر من 40 قتيلا من كلا الجانبين في القتال منذ أواخر الأسبوع الماضي من أجل السيطرة على المدينة التي ظلت شهورا تمثل الحدود الشرقية للمنطقة التي يسيطر عليها القذافي. وقال شمس الدين عبد المولى المتحدث باسم مقاتلي المعارضة إن الألغام تملأ شوارع البريقة مما يجعل من الصعب السيطرة عليها بشكل كامل. وقال في مكالمة هاتفية من بنغازي معقل المعارضة في الشرق إن الجزء الرئيسي من قوات القذافي تراجع إلى راس لانوف الواقعة إلى الغرب. لكن الحكومة الليبية نفت هذا. وقال المتحدث باسمها ان الجنود والمتطوعين موجودون في البريقة بالآلاف ويسيطرون عليها تماما. وأضاف أن الحكومة فقدت 30 جنديا خلال الايام الخمسة الماضية من القتال لكن المعارضين فقدوا عددا أكبر بكثير. وقال ان 12 معارضا قتلوا وان 300 اصيبوا يومي السبت والاحد مضيفا أن الجزء الاكبر من قوات المعارضة تجاوز البريقة وفي طريقها الآن غربا. وتبدلت السيطرة على البريقة اكثر من مرة أثناء القتال الجاري بامتداد الساحل الليبي المطل على البحر المتوسط منذ بدء الانتفاضة في فبراير. وفي محاولة للرد على مزاعم المعارضة عرض التلفزيون الليبي مشاهد قال إنها التقطت الاثنين عن الحياة في البريقة وأظهرت طلبة وهم يخضعون لاختبار وعمالا في محطة للغاز الطبيعي. ويرفض القذافي التنحي رغم الانتفاضة وضربات حلف شمال الاطلسي وانشقاق عدد من مساعديه. وبينما كان مبعوثوه مجتمعين بمسؤولين أمريكيين يوم السبت وصف القذافي المعارضين بالخونة وقال إنه لا يعتزم ترك البلاد.