قبل عدة أشهر التقيت بمدير إقليمي لأحد البنوك وكان في زيارة خاصة لكي يعرض ما لدى البنك من خدمات وهي لا تختلف عن أي خدمات بنك حاليا فلا تجد الآن فروقا حقيقية بين البنوك في خدماتها للافراد اما الشركات والمؤسسات فهي تخضع لمعايير عديدة وتحليلات اصبحت الان أكثر صعوبة وتشددا ، فبنوكنا تبحث عن أقل نسبة مخاطر وبتحفظ شديد بالصورة العامة لكن الحقيقة تختلف في احيان كثيرة حين نعلم ان البنوك الان وصلت مخصصاتها ما يزيد عن 25 مليار ريال . اعود لصديقي المدير الاقليمي الذي كان يستعرض تطور البنك وتقنياته ، وكل هذا ليس بجديد او مختلف عن ما اعرفه ولكن تضع سؤالا يكشف القدرات لديه او « البنك « سألت ضيفي الكريم سؤالاً محددا « الان افترض ان لدي خمسة ملايين ريال أين استثمرها من خلال البنك لديكم ؟ أين أتجه « ؟ هذا السؤال يطرح الآن في ظل أزمة مالية صعبة أصبح معها « الكاش « ملكا وعزيزا ، وهو يعرف ان المرابحات الاسلامية لا تتجاوز 1٪ وهي بورصة معروفة ايضا وهي لا تختلف عن الودائع لكنها مخرج لكي تكون حلالاً كاستثمارات ، توقف المدير الاقليمي بلا إجابة والتفاف بلا مخرج اين يمكن ان تستثمر مالك؟ لم يجد وسيلة يقول بها نصيحة أين اضع المال المفترض كاستثمار فالوضع الاقتصادي ركود، أسواق مالية متقلبة لم يميز الجيد من غيره، ولست هنا بصدد تقييم البنوك التي تقدم لك المظلة « الشمسية « في يوم مشمس وتأخذها منك في يوم ممطر . السؤال اليوم أين يضع المستثمرون اموالهم كاستثمارات في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية الراكدة المتقلبة غير المستقرة ، هناك « كاش « ونقد لدى الكثير لكن لا يجد وسيلة استثمار آمنة ضامنة ، العقار يرى الكثير انه مبالغ به فما تأثير المشاريع الحكومية التجارية لمن لديه، يسير وفق متغيرات السوق ولن يضخم المزيد حتى تنجلي الصورة ، اسواق مال متقلبة متغيرة خرج الكثير بخسائر والمستثمر المنتظر خسر ايضا او انخفضت قيمة استثماراته ، اين الحلول في وضع المال والاستثمارات ؟ من قراءة المتغيرات وخبرات السوق لدى الكثير فإنهم يتجهون لمسارين « الذهب عملة الازمات « آو « العقار « الذي لا يحمل معه أي أعباء لدينا على الاقل في وضع سوق يحتاج الكثير ، الكل يطلب الامان لا الارباح العالية وهي لن توجد الا بالذهب او الاوراق المالية الآمنة وهذه ضماناتها في الدول المتقدمة اقتصاديا اكبر وآعلى من الدول الناشئة ، الاحتفاظ بالنقد مكلف فهي تقل قيمة بالزمن مع التضخم السنوي الذي لم يتراجع معها الاسعار وبالتالي بقاء النقد مكلف وخسارة والبعض يقبل بالخسارة القليلة عوضا عن استثمارها ، السيولة في العالم تتجه الى وسائل لا تدعم الاقتصاد بقدر دعم المدين الذي يغرق ديونا ويعالجها وهي تحتاج زمناً وحلولاً حقيقية ، حين تتجه السيولة في صلب وعمق العملية الانتاجية الاقتصادية سنجد الحراك الاقتصادي والنمو ، وليت المدير الاقليمي قال حين طرح السؤال إنني لا اعلم ولا اعرف عوضا عن اي اجابة لا تعني شيئا .