ثمانون بالمئة من المبتعثين يشربون الخمر. هذه حصيلة داعية سعودي جال في بريطانيا، وانتهى إلى قذف آلاف الطلبة والطالبات المبتعثين، وخرج به على المشاهدين في قناة دعوية أخيراً. حقيقة، لا أعرف كيف يجرؤ إنسان على هذا الفعل؟ أن تتهم شخصاً بلا دليل فتلك جريمة تعاقب عليها، فكيف بقذف عشرات الآلاف من غير دليل؟ سؤال أمام الداعية والداعية الآخر، الذي كان يجالسه في البرنامج التلفزيوني، وأمام المحاور، الذي التزم الصمت، مباركاً كل قول شاذ طرحه ضيفه. نحن اليوم أمام حقيقة على الأرض. أمام حزب غير مرئي يحاول تركيع المجتمع بكل أدواته الترهيبية. فتشكيك في ولاء الصحافيين تارة، وتشويه لسمعة المبتعثين تارة أخرى، والوقوف أمام أي قرار يفتح آفاقاً جديدة للبلاد. فالداعية، في اللقاء التلفزيوني، يزعم أن ثمانين في المئة من المبتعثين يشربون الخمر، ويقول إنه يطرح الرقم على استحياء، بمعنى أن النسبة أعلى. ويضيف عليها فرية أكبر، بالقول إن بين المعلمين قساوسة ينصحون الطلبة بالذهاب إلى الحانات؛ لأنها المكان الوحيد في بريطانيا لتعلم اللغة الإنجليزي، ويضيف باللهجة العامة أن الإنجليزي إذا سكر، سينطلق في الكلام. لا أفهم كيف يفكر هذا الداعية ومن معه؟ هل يعني أن كل شخص غير متدين فهو شارب للخمر؟ وهل عدد المتدينين فقط عشرة في المئة من المبتعثين إلى بريطانيا؟ وهل لديه الاستعداد للذهاب إلى المحكمة إذا أقام عليه عدد من الطلبة دعوى قضائية؟ وما يمكن أن يزيد الطين بلة، سعيه لتحويل المجتمع إلى أن يكون مسيراً وليس مخيراً، بما يمكن وصفه بأحدث نكتة. فقد ناشد اشتراط الطالب الحصول على فتوى ليلتحق ببرنامج الابتعاث الخارجي. شيء لا يعقل أبداً. ربما أن الداعية ذاته بحاجة إلى زيارة أهل العلم ليعرض عليهم ما قذف به ثمانين ألف سعودي وسعودية، من غير إثبات! الداعية في دردشته التلفزيونية، دعا، أيضاً، أولياء أمور المبتعثين أن يتقوا الله سبحانه في فلذات أكبادهم، وأنا أقول له أن يتقي الله في المبتعثين والمبتعثات وفي الشعب السعودي الكريم.