دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه ودراسة سيرته الشريفة طلبا لسعادة الدارين، قائلا: على قدر متابعته تكون الهداية والعزة والنجاة " وإن تطيعوه تهتدوا " ومن أطاعه صلح دينه وحسنت دنياه وانشرح صدره ومن أحب أن يكون رفيقه في الآخرة فليكن مقتفيا لأثره مستنا بسنته معرضا عما يناقض طاعته " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" وقال فضيلته: لقد خص الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة واصطفاه من بين جميع خلقه، فهو خيار من خيار اختاره الله لهداية الأمة، فكانت حياته عبادة وشكرا ودعوة وحلما وابتلاء وصبرا تحلى فيها بخلق سام وفأل محمود، شمائله عطرة وسيرته حافلة، ما من خير إلا دل الأمة عليه وما من شر إلا حذرها منه، قضى قريبا من شطر رسالته يدعو لأمر واحد هو أعظم أمر افتتح رسالته به ومكث عشر سنوات في مكة لا يدعو إلى شيء سواه وهو التوحيد. واستعرض الشيخ القاسم جوانب من صفات النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: كان كثير التعبد إلى الله عز وجل قدماه تتشقق من طول القيام، جميل الصوت في قراءة القرآن، يحب الصلاة ويوصي بها، ويحث الصغار على النوافل، يقينه بالله عظيم وإذا مرض يرقي نفسه بالقرآن، معظم للرسل من قبله، يدعو كل أحد إلى الدين حتى لو كان صغيرا، يتواضع للصغير ويغرس في قلبه العقيدة " يا غلام احفظ الله يحفظك..."، يتلطف في تعليم صحابته ويظهر حبه لهم، لا يعنف ولا يتكبر، رفيق بالشباب مشفق عليهم، حياؤه أشد من العذراء في خدرها، لم يضرب أحدا في حياته لا امرأة ولا خادما، لم ينتقم يوما لنفسه، ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، طلق الوجه، واصل لرحمه صادق في حديثه قاض لحوائج المكروبين، بار بوالدته زار قبرها فبكى وأبكى من حوله، يوصي بالجار، رقيق القلب رفيق بمن تحته، رحيم بالضعفاء والمرضى، رؤوف بالناس شديد الحلم، كريم واسع الجود، طيب لا يأكل إلا طيبا يتوارى عن كل شبهة في المطعم أو المشرب، يجل صحابته ويعظم مكانتهم ولو كانوا حديثي السن، وفي مع صحابته " أوصيكم بالأنصار ..."، جميل المعشر مع أهله يكون في مهنتهم رفيق مع أولاده وأحفاده.