طرح الشاب المبدع مالك نجر حلقةً جديدةً من مسلسله "مسامير" مساء أول أمس الثلاثاء بعنوان "دعيجانزل" مُتحدثاً فيها وبأسلوب ساخر عن قضية قيادة المرأة للسيارة؛ وقد رافق الإعلان عن الحلقة احتفاءٌ كبير من قبل روّاد التويتر والفيس بوك, يؤكد أن ظاهرة برامج اليوتيوب السعودية قد نضجت وأصبحت تُمثّل بالفعل خياراً ترفيهياً لآلاف السعوديين عبر الشبكة الإلكترونية. في الأسبوع نفسه, طرح فريق "التاسعة إلا ربع" حلقة جديدة من البرنامج بقيادة المبدع محمد بازيد, ليجعل من هذا الأسبوع حفلةً صاخبة عنوانها الأبرز: "الشباب السعوديون قادمون", وإبداعهم في طريقه إلى فرض نفسه على الساحة الفنية المحلية, فمع هذين البرنامجين, والبرامج الرائعة الأخرى؛ "إيش اللي" لبدر صالح, "على الطاير" لعمر حسين, و"لا يكثر" لفهد البتيري, يمكن القول إن نوعاً جديداً من الكوميديا السعودية قد بدأ بالنمو في فضاء اليوتيوب وسيكون هو سيّد الشاشة في المستقبل القريب. لكن إلى أي حدّ سيتمكن الشباب من الاستمرار في الإنتاج والإبداع؟. إن تنفيذ هذه البرامج يحتاج إلى جهد ومال وتفرّغ, وهو ما لا يملكه كثير من الشباب, وإذا لم يفكروا في حلول تسويقية تضمن حصولهم على تكاليف الإنتاج على الأقل فأخشى أنهم سيتوقفون كما توقف كثيرٌ من السينمائيين الشباب قبلهم, وهنا نسأل أين دور وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون من هذا التألق الذي يجري أمامها دون أن تحرك ساكناً في اتجاه دعم الشباب وضمان استمرار هذه الموجة الرائعة؟. هناك حلول كثيرة أمام الشباب المبدعين؛ أهمها بالطبع القنوات الفضائية الخاصّة التي لا أعتقد أن لديها ما يمنع من شراء هذه البرامج شريطة أن تكون بأسعار معقولة. حكى لي مدير إحدى القنوات أنه فاوض بعض صنّاع برامج اليوتيوب وامتنع عن الشراء بسبب سعرهم المرتفع, مشيراً إلى أن طبيعة هذه البرامج ذات الزمن القصير لا تتيح إدراج إعلانات في داخلها, وهو ما يعني تضاؤل فرص استرداد المبلغ المدفوع فيها. هذا هو منطق سوق الفضائيات الذي يجب أن يدركه الشباب إذا أرادوا مُزاحمة نجوم التلفزيون, أما إذا أرادوا البقاء في فضاء الإنترنت حيث الحرية والانطلاق فهذا أفضل لنا كمتابعين ونتمنى منهم في هذه الحالة أن يخلقوا نوافذ تسويقية يحصلون من خلالها على عقود رعاية تمنحهم المال وتجعل نشاطهم أكثر احترافية.. والأهم تضمن استمرارهم في الإنتاج.