التعاقد مع الأجهزة الفنية المشهورة والمدعومة بالخبرة والتجارب الناجحة خطوة مهمة وأساسية لإعادة تصحيح المسار الذي اثر على نتائج المنتخب الأول وتراجع المستوي الفني، والمؤكد أن هذه الخطوة غير كافية وبعيدة عن النجاح إذا لم تجد التفاعل والمساعدة من الأندية كشريك أساسي ومهم لصنع اللاعب وتطويره على جميع المستويات الفنية واللياقية والفكرية والثقافية، ولكي نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من العلاقة الجيدة والمسئولة من قبل الأندية والمنتخب يجب أن نفعل شيئاً مختلفاً عن كل التجارب السابقة وغير المجدية من حيث التواصل وانعدام الثقة التي وصلت إلى حد الاتهام والتراشق الإعلامي كما حدث أثناء كأس الخليج وكأس آسيا الأخير في قطر، ولذلك اقترح تكوين فريق من المدربين الوطنيين ثابت ومرتبط بشكل مباشر بالجهاز الفني للمنتخب الأول على أن تكون مهام هذا الفريق محددة ومركزة على متابعة تمارين الأندية وتلخيص ما يمكن من نقاط فنية أو غيرها من الأمور التي تؤثر على مستوى اللاعب وطريقة أدائه واستمرار عطائه والتزامه بتعليمات الاحتراف والسلوك العام، ولا شك أن نجاح هذه المهمة يتوقف وبشكل كبير على نوعية أفراد الفريق الفني ومدى علاقتهم وقبولهم لدى إدارات الأندية وأجهزتها الفنية واللاعبين. *** ضمن برنامج إعداد طويل وممتد حتى تحقيق الهدف وضمان التواجد في مونديال 2014في البرازيل يبدأ منتخبنا الأول اليوم أولى خطوات الوقوف على الإمكانات وتقييم المستوى الفني والتصحيح المطلوب قبل مباراة منتخب هونج كونج كبداية حقيقية للتصفيات ومشوار العودة المفقود والغائب عن منتخبنا منذ 2006 وحتى الآن ، وتعد مباراة الليلة أمام المنتخب الأردني ضمن الدورة الرباعية الودية اختبارا حقيقيا وجادا للوقوف على الواقع الفني والصفات الشخصية لكل لاعب من أفراد منتخبنا الوطني وما قد يحتاج من تصحيح وتطوير، فمسألة اختيار طريقة اللعب أو نوعية اللاعبين وما يمكن من تغيير أو تعديل في الجرعات اللياقية والانضباط التكتيكي واختلاف المراكز وقبول التحدي والرغبة بالفوز وتعدد المهام داخل الملعب وأثناء تطبيق الخطط وغير ذلك من الأمور التي تدور في تفكير الجهاز الفني الجديد للمنتخب ويطمح في تطبيقها على ارض الواقع وبشكل مقنع ومختلف عن كل التجارب السابقة.