إذا أحبت المرأة صفت ورقت وسرحت مع أجمل الأحلام التي تود تحقيقها لحبيبها قبل نفسها، فقد امتزجت روحها بروح الحبيب بشكل عميق وصارت ترى الأشياء والأحياء من خلاله. إذا أحبت المرأة بقوة وصدق فإنها ترى محبوبها أميراً بين الرجال منظره يخطف الألباب ومحضره يعقد اللسان وكلامه العادي شعر وطلته سحر ونظرته حلم.. واسمه ليس كبقية الأسماء: يصبح لاسمه على لسانها طعم الشهد ومذاق الحلا.. ويصير لمروره في خيالها رقة النسيم وهمسة شفاه الزهور. الحب والمرأة توأم جميل يولدان معاً ثم يفترقان في مجاهل الحياة فإذا التقيا تعانقا في وَلَهٍ أبدي، فالمرأة لا تحيا بغير الحب. وحين تعشق المرأة وتصدق تصدر منها العذوبة والرقة كما يصدر العطر من أكمام وردة، وتحلق مع أعذب الأحلام تريدها لحبيبها قبل نفسها في سعادة ترتعش ووَلَهٍ يرتعد وقلب من الرقة والوجد يذوب: ليتني في جوك السابح أنفاس الهواء املأ الجو حواليك عبيراً.. وغناء ليتني في أفقك الرحب شعاع من ضياء لُأحيل الليل في دربك نوراً.. وبهاء ليتني كنت على رأسك فتان الرواء شعرة، بيضاء كالنجمة في سمت السماء ليتني كنت على قامتك الفرعاء رداء احتوي عودك في الأعماق صيفاً وشتاء ليتني كنت كتاباً لك فيه ما تشاء من ترانيم حنانٍ.. وتراتيل دعاء ليت أني نقطة من دمك العذب الإباء فأنا مثلك يا مولاي أهوى الكبرياء تلك أحلامي فخذ منها وحقق ما تشاء! سعاد الصباح