"فليسقط النظام، فليسقط النظام" شعار ردده اكاديمي سعودي بصورة شعرية وبحماس غير طبيعي على قناة المجد الفضائية، تتقبل ان يكون هذا الشعر والحماس من احد اخواننا اليمنيين او السوريين ولكن من اكاديمي متخصص بالعلوم السياسية فالأمر طريف بصدق..!! الحماس الزائد بما يختص بالأمور الداخلية للشعوب العربية والبلاغات الشعرية، من وجهة نظري تدخل من باب المبالغة غير المحمودة، من التجربة التونسية والمصرية وجدنا ان موقفنا يجب الا يتعدى حدود تلبس الثورة وربيعها والتغني بشعاراتها، لكي لا نكرر المراهقات السياسية للبعض تاريخيا وتأثرهم بالايديولوجيات التي كانت حاضرة وبقوة ببعض البلدان العربية، وانعكاس ذلك على تفكيرهم وتعاملهم مع وطنهم، نحن لا ننكر اننا جزء من منظومة هذا العالم وخصوصا العربي، ولكن من المهم ان نراعي في ظهورنا التلفزيوني الكثير من الخطوط الهامة، وهنا لا اقصد مفهوم خطوط تكبيل الحريات، ولكن الخطوط الواقعية التي تقرأ المشهد الثوري العربي برؤية استشرافية، اكثر منها حماسية متخمة بالشعارات التي مللنا من سماعنا لها بالسر والعلن من اكثر من ربع قرن في تاريخنا السياسي العربي. يجب الا نكون متحمسين كحماس صاحب من يربح المليون جورج قرداحي ومحاضرته الدمشقية وتنظيره وهجومه على الاعلام العربي، لأن حماس القرداحي مكشوف وطريف كشعر صاحبنا وقصيدته "فليسقط النظام "...! ما بين الحماس الخطابي الزائد لبعض القنوات العربية وخصوصا المحسوبة علينا كسعوديين، وبيننا كمشاهدين من وجهة نظري علاقة غير متوازنة، وهنا تكمن العلاقة غير المترابطة ما بين المشاهد والقناة، وهذا للاسف يرجع للقائمين من الاخوة العرب على ادارة هذه القنوات وتأثرهم بافكار ايديولوجية ومفاهيم بعيدين فيها عن لغة الشارع السعودي، فقد مللنا التتبع الماراثوني لبعض المنظرين السياسيين العرب الذين يتحدثون باسلوب هواتف العملة التي انقرضت ولم ينقرضوا حتى وقتنا الحاضر. الحيادية اعلاميا قد تكون مطلوبة في تعاملنا الواقعي مع الثورات الشعبية لاخواننا العرب، نحن نحزن ونتأثر ونحن نشاهد تزايد اعداد القتلى في بعض الدول، ولكن من المهم الا نكون متحمسين كجورج قرداحي واخينا الاكاديمي السياسي، لان التلاعب بعواطف وعقول الناس اعظم من ظلم بعض القيادات العربية لشعوبها، من الممكن ان نتابع الواقع بعين العقل والعاطفة احيانا ولكن بدون خروج عن المألوف، انا هنا لست انهزاميا في تعاطي مع الواقع الذي نعيشه، ولكنني قد اكون واقعيا خصوصا وانا احزن في كل جمعة عندما يكون اكثر اهتمامنا متابعة النقل المباشر للواقع العربي المحزن ما بين مسميات متعددة ليوم الجمعة الذي اصبح وبحزن يوما للضحايا والشعارات واحيانا للمراهقات السياسية غير الهادفة، كما يحدث على سبيل المثال في مصر وتأثير ذلك على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لبلد كان الامان والسلام عنوانه قبل ان تكون للبلطجية لمساتهم المشوهة.! اطرف التفاعلات الاعلامية عما يحدث عربيا، هو شعارات القنوات الايرانية او المحسوبة على ايران في وصفها للواقع انه عصر "الصحوة الاسلامية"، شعارات متنوعة القاسم فيها ليس حرص الاعلام الايراني المؤدلج سياسيا على نصرة المواطن العربي البسيط، ولكن الحرص الأهم هو تحقيق اجندات معينة ومكشوفة في الوقت نفسه، واعان الله امهات من ماتوا بسبب الثورات العربية، لان نتائج هذه الثورات يحتاج لفترات طويلة لمعرفة مستقبل نتائجها، لاننا كشعوب عربية جربنا ثورات العسكر على الحكم وعشنا تجربتها اكثر من ربع قرن واكتشفنا ظلمها، فهل يجب ان نعيش ايضا اكثر من ربع قرن لنعرف نتائج ثورة الشعوب على حكامها، ممكن!!.