أقيم الأسبوع الماضي أمسية تقنية حضرها عدد من الأعلاميين المتخصصين في مجال الأعلام التقني تحدث فيه كل من الخبير التقني المهندس علي عيد والاستاذ ماجد حجازي والأستاذة فدا كبه، حيث ناقش الحضور آخر المستجدات التقنية في المملكة. تاريخ الاتصالات في السعودية في البداية تم الترحيب بالحضور وشرح الهدف من هذا الملتقى التقني، والذي يسعى الى التعريف بالتاريخ الطويل للاتصالات في السعودية وعلاقات الاتصالات السعودية الطويل مع الشركات العالمية وسعيها منذ القدم الى الاستفادة من أحدث التقنيات في كل عصر وتسخيرها لخدمة المجتمع السعودي. وذكر المهندس علي عيد قائلاً: انه في عام 1976 تم عقد اكبر صفقة في المنطقة في ذلك الوقت لنشر شبكة الهاتف العادي في كافة مناطق المملكة مع شركة اريكسون، ومنذ ذلك الوقت والسعودية تواصل ريادتها وتقدمها في مجال الاتصالات، وهذا الوضع طبيعي نظرا للانفاق الكبير على عملية التطوير المستمر وجلب الخدمات المتطورة وتسخيرها لقطاع الاعمال والاقتصاد الوطني وهو ما سيعود بالنفع على المجتمع ككل وكذلك خدمات متطورة للمجتمع والتي ستساهم في ظهور المجتمع المعرفي والخدمات الحكومية الالكترونية فيما يعرف بالحكومة الالكترونية. وأضاف م. عيد أنه في عام الالفين تقريبا بدأت خدمات الجيل الثاني من الاتصالات السلكية بتقدبم خدمات الدي اس ال، وخلال ثلاث سنوات انتقلت الاتصالات الى مرحلة الجيل الثالث حيث الدخول الى الانترنت عبر وسائل الاتصال المتنقل كالهاتف المتنقل، وهذه المرحلة لها احتياجات مهمة من اجل النجاح مثل نطاقات اوسع واسرع، ومع توفر الخدمات الراقية والتطور المستمر يزيد الاقبال والطلب على الشبكة واستخداماتها مثل خدمات التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية والمواقع الاجتماعية وغيرها. وأوضح عيد أنه اصبح من الملح مواصلة التطور نحو خدمات الجيل الرابع LTE (Long term Evolution) وهي شبكات اسرع واكبر نطاقا مع تقنيات تدعمها وما يدهشنا بالفعل في السوق السعودي هو اقبال كبير من شركات الاتصالات الكبرى في السعودية على توفير هذه التقنية وتسخيرها لخدمة المجتمع في سباق كبير مع الزمن مما جعل البنية التحتية في السعودية هي من افضل الشبكات في المنطقة ان لم تكن افضلها، وألمح عيد إلى أن هذه التقنيات يتبعها العديد من الخدمات المتطورة مثل الدفع بالهاتف النقال. وعن خبرته الشخصية مع السوق العالمية يقول علي عيد ان اريكسون موجودة في السوق منذ عام 1876م، وتعمل حاليا في 175 دولة وتنفق نسبة عالية من ارباحها في الاعمال البحثية وتمتلك فكرة العمل كمقدم خدمات للمشغلين بالدرجة الاولى ، أي تشغيل الشبكة نيابة عن الشركة وادارة الشبكة وتتفرغ الشركة المقدمة للخدمة للتسويق والمبيعات ووضع الاستراتيجيات، ومن ذلك مثلا شركة سبرينت الامريكية، كما ان هناك مبادرة اسمها (خمسون مليون متنقل) وهي مبادرة تؤكد على اهمية الوصول الى عدد كبير يصل الى مليون مشترك يقومون بكافة اعمالهم الحياتية من خلال خدمات تتم عبر الهاتف النقال، مثلا مشاركة فورية وسهلة للقطات الفيديو والصور التي نلتقطها اينما كنا حول العالم، وهذا يتطلب تطور الشبكات لتكون اكثر سهوله وقرب من الناس وهو ما يطلق عليه اسم الشبكات الاجتماعية، او المجتمع الشبكي والمقصود به ان يتم كل شيء عبر الهاتف النقال، وهذا يقودنا الى الحديث عن تطورات التطبيقات على الشبكة ومن ذلك الانظمة السحابية Cloud Computing حيث تتوفر التطبيقات بسهولة لمرتادي الشبكة. البنية التحتية في السعودية.. نقاش حاد بعد ذلك تطرق الحضور الى البنية التحتية في السعودية وهل هي كافية لتحمل ضغوط الخدمات الحكومية وغيرها، أكد الحاضرون ان الاختبارات التي مرت بها الشبكة تؤكد ان البنية التحتية في وضع ممتاز ويمكنها القيام بواجباتها، فيما أكد صحفي خبير ان التجربة التي تعرضت لها الشبكة اثناء تسجيل الراغبين في التقديم لصندوق التنمية العقارية حيث قارب عدد المتقدمين الى المليون وذلك خلال ساعات النهار الاولى وفي وقت الذروة مما يؤكد جاهزية الشبكة للضغوط الكبيرة التي قد تنتج من التحول نحو الحكومة الالكترونية. كيف تكسب الشباب الذكي؟ وعن اهمية استقطاب الشباب السعودي الى سوق الاتصالات الكبير والمتطور، عرض المهندس علي عيد تجارب لشركات في خدمة المجتمع السعودي فيقول ان هناك اكثر الف موظف يعملون في مكاتب إحدى الشركات في السعودية فقط، وهذا ليس سهلاً في سوق السعودية والسبب كما ذكرنا هو التطور الكبير في هذا السوق ففي بلدان اخرى ما تزال تعمل بالجيل الثاني فقط، اما هنا فالخدمات متطورة جدا والشبكة تعمل بسرعات تصل الى 42 ميغابيت وهي سرعة قد لا تجدها في دول كبرى. وفي خدمات LTE تصل السرعه فيه الى مابين 100 الى 300 ميغابيت في الثانية، حيث يوجد اقبال كبير من قبل المجتمع وقطاع الاعمال على هذه السرعات والخدمات والكل يعلم ان المواطن السعودي ذو قدرة شرائية كبيره، وتشير الاحصاءات الى ان المجتمعات الحديثة ستقبل على استخدام الهاتف الذكي كوسيلة مهمة في تدبير حياتها اليومية، ولهذا نقوم سنويا بتكوين لجان تتصل بالجامعات في كل مناطق المملكة والتعرف على الطلاب المتفوقين في الكليات التقنية كالحاسب والهندسة، وتقديم دورة مدتها عشرة اشهر مدفوعه من قبل الشركة مع مكافئة اعلى من راتب الموظف العادي اثناء الدورة، ويتم تدريبهم خلال هذه المدة على احدث نظم الاتصالات في العالم، وبعد نهاية الدورة وفي نفس وقت تخرجهم يصبح لدينا مجموعة ممتازة من الشباب السعودي المتمرس وفي الغالب نقوم بتوظيف نسبة كبيرة منهم والباقون هم لدعم السوق مع حوافز كبيرة لجذبهم.