تراجعت ربحية سهم شركة الجبس الأهلية عن السنة المنتهية في 31 من مارس 1432 إلى 1.46 ريال من 1.66 لعام 2010، وذلك بعد انخفاض ربحية سهم الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري، 2011، إلى 0.35 ريال من 0.55 ريال للربع السابق. وجاء هذا الأداء السلبي بعد انكماش صافي ربح الشركة خلال نفس الفترة إلى 11.12 مليون ريال، من 17.35 مليون. وأتى هذا التراجع في ربحية السهم بعد انخفاض إجمالي ربح الشركة خلال نفس الفترة إلى 13.17 مليون ريال من 19.93 مليون، والذي انعكس على ربح الشركة التشغيلي، لنفس الفترة، فنقص إلى 10.85 مليون من 17.29 مليون. وأرجعت الشركة هذا الأداء في الربحية إلى سببين، أولهما شدة المنافسة، والثاني أعمال الصيانة على جميع مصانع الشركة خلال الفترة، والمأمول أن تسترد الشركة عافيتها خلال النصف الأول من العام الجاري 2011، في ظل الطفرة العمرانية، لتستعيد بريقها ويعود مكرر ربح السهم إلى ما دون 15 ضعفاً. وتبعا لتراجع أرباح الشركة، ارتفع مكرر ربح السهم إلى 21 ضعفا، وهذا يعد مرتفعاً جدا، خاصة أن مكرر قيمة السهم الدفترية أكثر من الضعف، ومكرر قيمة السهم الجوهرية تزيد على سبعة أضعاف، ولكن ورغم هذا الأداء المتواضع، خلال الربع الأول، حافظ سعر السهم على مكانته، لجاذبيته الاستثمارية. تتمثل طبيعة أعمال "الجبس" في صناعة وإنتاج الجبس ومشتقاته المستخرج من مناطق الامتياز الممنوحة للشركة، كما يحق للشركة الاتجار بالجبس وما يتفرع منه من مواد وصناعات، وإنتاج مختلف المواد التي يمكن استخراجها من الجبس آلياً أو كيماوياً، ويجوز أن يكون للشركة مصلحة أو شراكة بأي وجه من الوجوه مع المؤسسات والهيئات التي تزاول أعمالاً شبيهة بأعمالها سواء داخل المملكة أو خارجها، كما يحق لها أن تندمج مع هذه الشركات أو تشتريها. تأسست "الجبس" عام 1378 ه، 1959 م، كواحدة من الشركات الرائدة في إنتاج الجبس ومشتقاته، برأس مال قدره 12 مليون ريال، وقامت الشركة منذ تأسيسها بتلبية الاحتياجات المحلية في البناء ثم تطورت كما وكيفا، فأقامت مصانعها في ينبع، ووسعت مصانعها في الرياض، وأنشأت مصانع في الدمام، وتبعا لهذه التطورات، زاد رأس مالها إلى 316.67 مليون ريال. وحسب إقفال سهم "الجبس"، الأسبوع الماضي؛ الخامس من شهر شعبان 1432، الموافق للسادس من يوليو 2011؛ على 30.90 ريال، قاربت قيمة الشركة السوقية 979 مليون ريال، موزعة على 31.67 مليون سهم، تبلغ كمية الأسهم الحرة منها 16.73 مليون. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 30.70 ريالاً و31.50، فيما تراوح خلال عام بين 25.10 ريالاً و34.40، ما يعني أن السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 31.26 في المائة، وفي هذا ما يوحي بأن سهم "الجبس" متوسط إلى منخفض المخاطر، ولكن، وبما أن متوسط الكميات المتبادلة يوميا في حدود 184 ألف سهم، ربما يهمش هذا مفهوم المخاطرة، لأن مثل هذه الكمية لا تنطبق على أسهم المضاربة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة جيدة جدا، فقد بلغ معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين 28.72 في المائة، والخصوم إلى الأصول 22.31 في المائة، وهما جيدان جدا في ظل معدلات السيولة: معدل التداول 2.30، السيولة السريعة 1.87، والنقدية عند 0.80، وفي كل ذلك ما يشير إلى أن الشركة محصنة بشكل ممتاز ضد أي التزامات مالية، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الجيد جدا، فرغم تذبذب مؤشرات أداء السهم خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن المحصلة النهاية جيدة جدا، فقد زاد إجمالي الأصول من 486 مليون ريال عام 2005 إلى 596 مليوناً عام 2010، قفزت على إثر ذلك قيمة السهم الدفترية من 11.43 ريالاً إلى 14.60 لنفس الفترة، ويدعم ذلك نمو حقوق المساهمين الذي بلغت نسبته 5.04 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، وهو دون المعدل المرجعي. وفي مجال السعر والقيمة يبلغ مكرر ربح سهم "الجبس" الحالي 21.16 ضعفا، ومكرر قيمة السهم الدفترية 2.08 ضعف، ومكرر القيمة الجوهرية 7.56 وهي جميعها مكررات مرتفعة. وبعد دمج هذه النسب والقيم ومقارنة ذلك بأبرز مؤشرات أداء السهم، يبدو جليا أن سعر السهم مقبول عند 30.90 ريالاً، والمأمول أن يطرأ تحسن على ربحية الشركة على المدى القريب. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع ما رشح لنا من حقائق أمام المستثمر للاستئناس واتخاذ ما يراه مناسبا.