بعد أن منّ الله علينا وعلى أبنائنا الطلبة بإنهاء عام دراسي حافل وحار جداً بمصاريف المدارس والدروس الخصوصية التي لا تنتهي وغيرها من مرهقات الأسرة السعودية ، فإن الجميع بدأ بعد الرحال للسفر والتمتع بإجازة سعيدة، تنسيهم ما وجدوا من تعب وعناء أثناء العام الدراسي الذي انصرم بادر الجميع لتحديد وجهة سفرهم لتفادي وهج شمس حارقة لا ترحم صغيرا ولا كهلا ولا عجوزا، وعادة الذي يحدد وجهة السفر للغالبية هو دخل الأسرة ،وأنا هنا لا أتحدث عن الفئة القادرة على السفر في أي وقت وإلى جهة عيني عليهم باردة، لأنهم لاينتظرون مؤشر السوق الذي لايرحم ولا يجاري احتياجات الناس، وأنا هنا أتحدث عن الطبقة الوسطى وهم الأغلبية والذين يعدون العدة من بداية العام باختصار مصاريفهم تعينهم وتوفير بعض الريالات أو اللجوء إلى بعض القروض تفادياً لنظرات صغارهم اللائمة أو شماتة أم العيال في حال تجرأ رب الأسرة واعتذر عن السفر . إضافة ان هنالك فئة المغلوب على أمره ، حدتهم ظروف عملهم أو ظروف اجتماعية او منع من سفر الأطفال للسياحة في الداخل ، فجميع هؤلاء مغضوب عليهم من جميع الحالات لإنهم يعانون من ارتفاع أسعار الفنادق في الداخل ، إذ قمت في ليلة ظلماء ، وقارنت في أحد المواقع الشهيرة على الشبكة العنكبوتية بين أسعار الفنادق ذات الأربع نجوم أو الثلاث حيث ان ميزانيتي تمتنع من النظر إلى أكثر من ذلك والمفارقة المضحكة والتي صدمتني حين وجدت أن أسعار الفنادق في الداخل أعلى من فنادق نيويورك وغيرها ، طبعا مع فارق مستوى الخدمات المقدمة والتي ليست في صالح فنادقنا سواء من تعامل أو من نظافة أو خدمة العملاء. طبعا المغلوب على امره ليس له خيار إلا أن يرضخ للأمر الواقع والبركة في بطاقات الائتمان . وحالما يصل إلى وجهته سيفاجأ بارتفاع أسعار المطاعم ولا أعلم الذين ينهون عن مطاعم الوجبات السريعة وخطرها على الصحة لماذا لا ينهون عن خطر باقي المطاعم على الجيب ؟ وأخيراً وليس آخراً وإذا استطاع التغلب على كل هذه المعضلات أو كان من نوعيتنا التي لا تعلم أسلوب التخطيط المبكر لظروف انتظار النتائج أو موافقة المدير هداه الله على الإجازه فالطامة الكبرى هي الحجز على رحلاتنا الداخلية والتي "تعتز بخدمتنا"، فإذا كنت محظوظاً وقبل النظام حجز الذهاب فلن تكون محظوظاً في العودة وكأن الخطوط السعودية لا تعلم بتاريخ المواسم وكأن الأمر مفاجأة غير متوقعة وتنتهي الإجازة قبل تأكيد عودتك بينما لايزال أطفالك يلاحقونك بنظراتهم غير المريحة ولا تزال شماتة أم العيال تزداد بالدقيقة بالذات في ظل الظروف الراهنة فإن الحل المثل هو السياحة في الذات .