تحتار الكثير من الأمهات في كيفية استغلال وقت أطفالهن وقت الصيف، خاصةً إذا لم يكن في الحسبان السفر خلال فترة الإجازة، فمن يلحظ كيف يصبح عليه حال هؤلاء الأطفال من السهر طوال الليل والنوم طوال النهار، يؤمن بمدى تعب وقلق الأمهات من هذا النظام المتبع لفلذات أكبادهن. "الرياض" تطرح الموضوع لمعرفة حلول المشكلة، مع توضيح أهمية البرامج الصيفية الهادفة التي يمكن أن تستثمر عقول ووقت أطفالنا. غير مناسبة في البداية قالت السيدة "فاطمة خالد" -موظفة بإحدى القطاعات الخاصة-: إن الأهمية تتطلب وجود برامج وأنشطة صيفية بشكل أكثر فعالية مما عليه الآن، مضيفةً: "بحثت كثيراً بما يقارب الشهر عن برنامج صيفي متكامل وهادف وملائم لظروف طفلتي التي تبلغ سبع سنوات فلم أجد، فجميع البرامج التي حصلت عليها لا تتناسب مع ظروفي، فمنها البعيد عن منزلي، ومنها الصباحية وأنا أحتاج فترة مسائية"، متأسفةً على أنها لم تسجل ابنتها هذه اللحظة بأي برنامج، فالبرامج قليلة ومميزاتها أيضاً محصورة. رسوم مرتفعة وكذلك المشكلة بالنسبة للسيدة "تغريد محمد" التي بحثت كثيراً عن برامج وأنشطة صيفية خلال الإجازة ولم تجد إلاّ القليل، والذي يتجاوز سعر رسوم التسجيل فيه (1900) ريال لمدة (26) يوما فقط، في كل يوم أربع ساعات، مشددةً على أهمية هذه البرامج وفي الوقت نفسه أهمية مراعاة الأهالي والأسر، خاصةً من لديها أكثر من طفل أو طفلين، في أسعار هذه البرامج المبالغ بها، ذاكرةً أن أسعار البرامج التي تقيمها بعض المدارس والمعاهد بالمنطقة مرتفعة، مشيرةً إلى أن مشكلة الصيف كبيرة لدى أطفالنا إذا لم نستطيع إستغلال وإستثمار أوقاتهم بما هو مفيد. السفر هو الحل وأوضحت السيدة "لولوة عبد الرحمن" أن الأسعار مرتفعة على أولياء الأمور، وهي تحتاج أن تسجل ثلاثة من أطفالها الذكور بالبرامج الصيفية وطفلة صغيرة، أي أن رسوم التسجيل مكلفة عليها، لافتةً إلى أنها توصلت إلى حل مُرضٍ بعد حساب تكاليف المعاهد والمراكز الصيفية، والتي وصلت إلى مبلغ (7000) ريال، باستبدال ذلك بالسفر داخل المملكة، والاستمتاع بالأجواء الجميلة التي تتميز بها بعض المناطق، بدلاً من تسجيل أطفالها في البرامج الصيفية. معهد صيفي وأكدت السيدة "بشرى محمد" -منسقة البرامج الصيفية في إحدى المعاهد في الخبر- على أن الأنشطة التي يقدمها المعهد عبارة عن خمس نشاطات في برنامج واحد، وهي بالطبع مفيدة للأطفال كالأعمال اليدوية واللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والرحلات الترفيهية المختلفة، مبينةً أن البرنامج سيبدأ في شهر شعبان، مشيرةً إلى أن الأسعار موحدة من قبل إدارة المعهد وهي (1000) ريال بدون مواصلات، وأن المميزات التي يقدمها المركز موازية لرسوم التسجيل. أين أذهب بهم؟ وأكدت المعلمة "غالية سعد" على أن المعاناة كبيرة في الصيف، وخصوصاً في التعامل مع أطفالها، حيث تحتار أين تذهب بهم؟، فمرةً تجتمع بهم مع أقاربها، ومرّات تخرج بهم إلى المجمعات والأسواق التجارية، ومرّات يبكين أمامها من الملل والضيق الذي يشعرون به، من خلال بقائهم طوال فترة الصيف بلا تجديد أو تغيير، مشيرةً إلى أن هذه المشكلة تحتاج إلى حل في توفير أماكن ومراكز صيفية، تقدم برامج مثرية يستفيد منها الأطفال في إشغال أوقاتهم بما هو مفيد. هدر الوقت! وقالت "وداد القرني" -أخصائية اجتماعية -: إنه لابد من تفعيل المراكز الصيفية بشكل واقعي يلامس حاجات الأسر والأهالي، سواء من خلال البرامج والفعاليات التي تقدم عبر المدرسة أو المركز، أو حول أسعار رسوم التسجيل؛ لأن أغلب الأهالي بحاجة فعلية لهذه الأنشطة، وخصوصاً لأطفالهم، الذي يرثى لوضعهم طوال الإجازة الصيفية، بل وبهدر أوقاتهم بلا فائدة تعود عليهم، متمنيةً توفير مركز في كل حي من أحياء المناطق يحوي على العديد من الأنشطة والبرامج على مدار السنة، وخاصةً في إجازة الصيف. مركز متكامل وأضافت: يكون المركز كاملا ومتكاملا من حيث الملاعب الرياضية والمسابح والأماكن الترفيهية والأدوات والألعاب الترفيهية للأطفال، وذلك مقابل رسوم يستطيع الجميع دفعها سواء الغني أوالفقير أوالمتوسط الحال، لافتةً إلى أن الأمر مهم جداً، فنحن نحتاج من الأطفال أن ينشأوا نشأة صحيحة، إذاً المهم توفير أماكن يستطيعوا عبرها أن يفرغوا طاقاتهم بالمفيد، مع استغلال أوقاتهم بما ينفعهم، متسائلةً: لماذا لا نقدم على هذه الخطوة بإنشاء المراكز الترفيهية في كل حي؟.