لن أتكلم عن بطولات الهلال، لأن بطولاته تسبق قلمي فلا أكاد أنتهي من الكتابة عن بطولة إلا وتسبق مقالي بطولة أخرى فأجدني قد كتبت شيئاً عن الماضي لذلك اعترف بعجز قلمي عن اللحاق بالبطولات الهلالية التي كان آخرها بطولة الدوري وكأس ولي العهد، وأتركها تتكلم عن نفسها فقد ملأ الدنيا صيتها بمتابعة الجميع لها فهدفهم واحد وهو متابعة الهلال حتى وإن اختلفت مشاربهم وذلك تحت شعار:" أنت تتكلم عن الهلال إذًا أنت موجود في الساحة الرياضية" وأقول إن بطولات الهلال ملأت الدنيا لأنها حاضرة في كثير من أنحاء الأرض شرقاً وغرباً، بل حتى جهاتها الفرعية امتدت لها بطولات الهلال من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وكما تواجدت في أكثر الأماكن فإنها تحققت أيضاً في جميع الظروف والأحوال، في الشتاء والصيف وجميع فصول السنة وفي كل الشهور وأيام الأسبوع في الليل وفي النهار لا ينافسه إلا لاعبوه فيما بينهم أيهم أكثر تحقيقاً للبطولات حتى أصبح من الصعب على الأندية منافسة بعض لاعبيه ولهذا فقد تربع الهلال على القمة بل ومد ساقيه حتى غطت المراكز التي تليه وذلك لتغطية الهوة الكبيرة التي بينه وبين من يأتي خلفه. لذلك وجهت قلمي للكتابة عن وصيف الهلال وهو من سأتكلم عنه في هذا المقال وما سبق ما هو إلا مقدمة للحديث عنه ولا شك أنه انجاز كبير للفريق الذي يحمل لقب وصيف الهلال والوصيف لابد أن يكون قريباً من الموصوف وهذا حمل ثقيل نظير فارق البطولات الهائل بين الهلال والبقية. ولكن لا مستحيل في عالم الكرة ومن يبدأ السير في الطريق الصحيح لاشك أنه سيصل وإن طال الزمن لذا فإني أشد عل يد كل ناد ينافس الهلال لأن البطولات ليست حكراً على أحد وليس عيباً أن تستفيد الأندية من تجارب الناجحين فتستنير بخططهم وتتبع خطاهم لأنها في النهاية ستصل حتماً للمنصات كما وصلوا، لذلك لابد أن نصفق جميعا لمن يأتي وصيفاً للهلال أو يفوز عليه لأن ذلك إنجاز يستحق الشكر، ولإثبات هذا الكلام على أرض الواقع انظروا إلى الأندية التي تقابل الهلال وكيف أن منسوبيها يتسابقون للظهور إعلامياً قبل مباراة الهلال وبعدها وتزدحم بهم دكة البدلاء، وبعد مباراة الهلال تنتهي حفلتهم، لذلك يجب أن يأخذ وصيف الهلال حقه من التهاني والظهور الإعلامي، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يظهر فيه لدينا فريق ينافس الهلال نفسه فالقمة ليست حكراً على الهلال إلا أن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة ورجالاً عقلاء وليسوا خبلاء يختصرون الطريق بحسن تدبيرهم وخططهم السليمة ... ومن وجهة نظري فإن خارطة طريق البطولات لابد أن يتوفر فيها وضع أهداف محددة أو هدف منشود يراد تحقيقه، ورسم خطط مجدولة زمنياً تتناسب مع كل مرحلة من مراحل السعي لتحقيق الهدف، والثقة بالنفس التي تجبر الآخرين على الاحترام، والصدق والأمانة في جميع الأحوال وهذا عامل أساسي لتحسين العلاقة بالآخرين وخاصة من المتميزين وأصحاب الفكر وبالتالي كسبهم كأعضاء شرف داعمين، والتعرف على الإمكانيات والقدرات المتوفرة حتى لا يكون الطموح أكبر منها فيحصل فجوة يستحيل ردمها، وعدم الانشغال بالناجحين ومتابعتهم في كل صغيرة وكبيرة أو محاولة رمي الحجارة في طريقهم لأن هذا يشتت الجهود ويجعلها تذهب هباءً بينما يذهب الناجح في طريقه دون اكتراث، والمتابعة والمراجعة بين حين وآخر لجميع الخطوات السابقة للتعرف على مواطن القوة لتعزيزها ومواطن الضعف لتقويمها وبعد هذه الخطوات يبدأ طريق التميز والنجاح وذلك بعد أن يثق المجتمع بكل أطيافه بهذه المنظومة المتميزة فتكون عامل جذب لكل متميز من لاعبين وأعضاء شرف بل وحتى جماهير.. وهذا هو المناخ الملائم الذي تتحقق فيه البطولات ..