توفيت في القاهرة الفنانة العربية الكبيرة سعاد محمد عن عمر تجاوز ال 85 عاما مساء الاثنين بعد معاناة مع المرض استمرت سنوات اجرت خلالها عمليتين جراحيتين في القلب والرأس تاركة وراءها مئات الاغاني التي قدمتها عبر الاذاعتين المصرية والسورية الى جانب فيلمين سينمائيين. وقد ووري جثمان الراحلة الكبيرة أمس في مقابر العائلة في مصر بعد ان واكبت بصوتها ثورة الشعب التونسي من خلال ادائها قصيدة "إرادة الحياة" للشاعر الكبير ابو القاسم الشابي التي مطلعها "اذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر" والتي عادت للحضور بقوة في الساحة التونسية مع "ثورة الحرية والكرامة". والراحلة "صاحبة فيلم (فتاة من فلسطين)، من مواليد بيروت العام 1926 من أب مصري هاجر من بلدته ابو تيج في محافظة اسيوط ومن ام لبنانية ونشأة دمشقية اطلقت موهبتها الغنائية لتستكملها في مدينة الطرب العربي حلب في تلك الفترة من القرن الماضي. وقد صقلت موهبتها في حلب المدينة التي يصفها المطرب السوري الكبير صباح فخري بانها المدينة التي كان يسعى اليها كبار المطربين العرب ليحصلوا على شهادة معنوية كبيرة تجيز غناءهم وطربهم وهذا ما حدث مع كبار اسماء الطرب العربي مثل محمد عبدالوهاب وام كلثوم وغيرها. ومهد تميزها وحصولها على هذه الجائزة المعنوية التي اعتبرتها افضل صوت نسائي سمع في حلب وتبنيها من قبل الملحن محمد محسن في صقل موهبتها، لها فرصة رائعة للتوجه للقاهرة عاصمة الانتاج الفني في العالم العربي في تلك الفترة التي كانت تتدفق في شوارعها واستوديوهاتها نهضة فنية على جميع المستويات الغنائية والمسرحية والسينمائية والتشكيلية. واختارها فور وصولها الى القاهرة المخرج محمود ذو الفقار لبطولة اول فيلم عربي عن القضية الفلسطنية في العام 1948 "فتاة من فلسطين" تأليف يوسف جوهر وسيناريو وحوار الفنانة عزيزة امير التي قامت بانتاجه ايضا. واستقبلها جمهور المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته ال 13 خلال حضورها اعادة عرض فيلم "فتاة من فلسطين" بعد اكثر من ستين عاما من عرضه للمرة الاولى بحفاوة بالغة واثار عرضه في حينها جدلا ومطالبة من قبل الجمهور والنقاد المصريين بانتاج مزيد من الافلام عن القضية الفلسطينية. وكان شاركها البطولة في هذا الفيلم محمود ذو الفقار وحسن فايق وقام بتأليف اغاني الفيلم الشاعر الشعبي بيرم التونسي وعبدالعزيز سلام وقام بتلحينها رياض السنباطي ومحمد القصبجي. وقدمت سعاد محمد فيلماً ثانيا واخيرا في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم "انا وحدي" لهنري بركات وقدمت عام 1953 وشاركها البطولة ماجدة الصباحي وميمي شكيب وعمر الحريري ونور الدمرداش وعبدالرحيم الزرقاني صلاح نظمي الذي شاركها ايضا في فيلم فتاة من فلسطين. وقدمت في هذا الفيلم اربعة اغانٍ انتشر بعضها بشكل واسع في العالم العربي خصوصا اغنية "فتح الهوا الشباك" و"هاتوا الورق والقلم" وشارك في تاليف الفيلم هنري بركات وابو السعود الابياري وانتجته آسيا داغر. وشاركت بصوتها وغنائها بتقديم اغنيات لفيلمي "الشيماء اخت الرسول" سنة 1972 وفيلم "بمبة كشر". وابتعدت الفنانة سعاد محمد عن الوسط الفني السينمائي بعد زواجها من الصحافي محمد علي فتوح لمدة 15 عاما انجبت خلالها 6 ابناء وطلقت منه لتتزوج من المهندس المصري محمد بيبرس وانتهت العلاقة الزوجية بينهما بعد ان رزقت منه باربعة ابناء لتتزوج زواجها الاخير من رجل اعمال لبناني والذي تطلقت منه ايضا قبل رحيلها. ومن اشهر الاناشيد الوطنية التي غنتها الراحلة سعاد محمد باقتدار قصيدة ابو القاسم الشابي "ارادة الحياة" التي كان لحنها الموسيقار رياض السنباطي. ومن اشهر الاغاني التي قدمتها "اوعدك" و"وحشتني" و"كم ناشد المختار ربه" و"ياحبيبتى ياغالية" و"من غير حب" و"مظلومة" و""من غير حب" و"يا بخت المرتاحين" و"بقى انت كدة".