اتخذت الأمسات الشعرية في الوقت الحالي منحى آخر عما كانت عليه في السابق ، بحيث أصبح الجمهور هو من يقود دفتها وحسب طلبه ورغبته . أغلب الشعراء في الأمسيات الشعرية أصبح ينظر للجمهور وكأنه هو من يحدد الطريقة التي يريدها من الشاعر في تقديم أمسيته الشعرية، ولذلك نرى تلك الأمسيات التي أصبحت كلها أصوات مرتفعة وصياحاً مقززاً وحركات جسدية تثير الفوضى. لم يعد لأداء الشاعر أي لذة في الوقت الحالي، لأن الجمهور لايريد الا الشاعر نفسه وحضوره وصوته وحركاته الجسدية التي يستعرض بها من رفع اليدين وتعابير الوجه والابتسامات المصطنعه وغيرها. في أمسيات الصيف المختلفة، نشاهد العجب العجاب في تلك الأمسيات التي أصبحت مرتعاً للفوضى الجماهيرية والتي هي بحق من صنع بعض شعراء الأمسيات الذين يبحثون عنها في أمسياتهم الشعرية. يتعمد أغلب الشعراء اليوم في إثارة الجمهور بطريقة إلقائه للقصائد سواءً بصوته الجهوري تارةً أو حركات يديه تارةً أخرى، أو بغنائة قصيده أو بانتفاضته الجسدية بحركات غريبه يعتبرها الجمهور أداءً صحيحاً من الشاعر. من المعروف أن أي أمسية شعرية هي بمثابة حضور أدبي راقي يصل إلى الجمهور بكل فن أدبي وبكل هدوءٍ وتلقائية في الطرح والأداء دون أي إثارة مقززة بما فيها من حركات وتصنع وافتعال، كما يفعله بعض الشعراء الآن،غير أنه من المفترض أن تكون الأمسية الشعرية جاذبة وراقية بمافيه من أناقة الحضور ورقي المفردة وإبداع الشعر. يبقى اعتياد الجمهور الآن على حضور الأمسيات الشعرية التي يترقبها بكل شوق ليحدد فيها مايريده من أصوات وحركات وشيلات وغناء وضحك ولعب ويبقى الدور أيضاً على منظميها الذين يضحكون خلف كواليس مسارحها. أخيراً : الله ياروضٍ بعد // هالك المطر.. غنت عصافيرة .. وأستلهم الوجد // ديره وفي جهات الغيم : هل طيفٍ وأنتشا .. أتابعه لين اختفى ..