فاجأ لاعب النصر السابق فهد الهريفي في إطلالته الأخيرة عبر برنامج "كورة" في قناة روتانا خليجية والتي أطل من خلالها على المشاهدين للرد على تصريحات رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بوصفه لنفسه ب"الرمز النصراوي"، وهو الوصف الذي لم يصطلح عليه أحد، إذ إن المصطلح عليه نصراوياً، بل وسعودياً أن نادي النصر لا يملك سوى رمزين وحيدين هما الأمير عبدالرحمن بن سعود، وماجد عبدالله، وما عداهما من أسماء بارزة سواء على مستوى الإداريين أو الفنيين من لاعبين ومدربين لا يعدون سوى شخصيات معتبرة لها وزنها في الميزان النصراوي كل بحسب عطاءاته وتضحياته. ولعل ما يؤكد ذلك أن اسم الأمير عبدالرحمن بن سعود سواء ابان حياته أو حتى بعد وفاته لا يكاد يذكر إلا ويسبق اسمه وصف الرمز، حتى بات هذا الوصف مرادفاً لاسمه، ومثله في ذلك ماجد عبدالله الذي كان وما زال رمزاً ساكناً في قلوب كل النصراويين، وليس ثمة مبالغة إن قيل بأنه يسكن قلوب جل السعوديين بما قدم من عطاءات مع المنتخب السعودي خلال مشوار طويل حافل بالإنجازات والتضحيات، وهو ما توجه بلقب "الأسطورة"، وهو اللقب الذي لا يكاد يختلف عليه اثنان، وبذلك يكون الأمير عبدالرحمن بن سعود وماجد عبدالله بحق رمزان حقيقيان، بل أيقونتان للانفتاح على التاريخ النصراوي، بل إنهما يشكلان جزءاً مهماً من تاريخ كرة القدم السعودية. ويخطئ الهريفي مرتين حين يعتقد بأنه من السهولة بمكان أن يتوج نفسه رمزاً نصراوياً، فمن جهة يخطئ لكون الألقاب لا تمنح للذوات، بمعنى أنه ليس من حق كائن من كان أن يسبغ على نفسه النعوت حتى وإن كان يستحقها، إذ من البديهي والمنطقي والعقلاني كذلك أن يترك المرء للآخرين تقرير الوصف الذي يليق به، بل ليس من الرزانة ولا الحصافة في شيء حين يبادر المرء لإلباس نفسه أوصاف المدح، إلا في حالة أن يكون الشخص يعاني من عقدة نقص، هذا إن كان يستحقها – فعلاً - فما بالنا في حال لم يستحقها، ومن جهة ثانية فإن الهريفي يخطئ إن ظن بأنه يتمايز حتى على مستوى النجومية كلاعب ماهر عن لاعبين بارزين مروا بحقب نصراوية مختلفة وحققوا معه من الانجازات التي تسجلهم بمداد من ذهب في كشوفات النجوم كمبروك التركي، وناصر الجوهر، وخالد التركي، وسالم مروان، وتوفيق المقرن، ومحمد سعد العبدلي، ويوسف خميس، وصالح المطلق، ومحيسن الجمعان إلى سعد الحارثي، بل إن مسيرة هؤلاء اللاعبين بالإضافة إلى تضحياتها وإنجازاتها في خدمة النصر فإنها لم تسجل ضدها من التجاوزات والإساءات التي تعرضت للكيان ورموزه كما فعل فهد الهريفي الذي ظل مشواره معبئاً بالإشكالات، ومتخماً بالمشاكل التي أودت به إلى الاعتزال على طريقة "مكره لا بطل"، ولعل الذاكرة والسجلات النصراوية بكافة أنواعها تنضح بها، بل إن علاقة الهريفي مع النصر مرت بمراحل لم تخل من الشكوك في علاقته بناديه. وبالإضافة إلى ذلك فإن علاقة الهريفي وخدمته للنصر لم تتجاوز إطار الملعب، إذ انتهت بنهايته كلاعب كرة فقط، بينما معظم أولئك اللاعبين خدموا ناديهم في غير موقع إن كلاعبين أو كإداريين كناصر الجوهر، ويوسف خميس، وصالح المطلق، ومحيسن الجمعان وغيرهم، وهو ما يؤكد على أنهم هؤلاء خدموا نايدهم اكثر مما خدمه الهريفي، وقدموا من اجله أضعاف ما قدم، وبالتالي فإن محاولته إسباغ صفة الرمز على نفسه لا تعدو مجرد قفز على الحقائق، ومحاولة يائسة للتشويش على أذهان المتابعين.