الأمور تبدو وكأنها مفاجأة للمواطن الآمن على عرضه وماله ، وعلى أسرته وأطفاله .. الأمور تبدو صادمة ومدمية للقلوب ، وكأن أشواك العالم استقرت في الوجدان .. والصغيرات يتقاطرن ألماً واحدة تجر أخرى . الذئب البشري ، المجرم ، الغاصب للطفولة والبراءة .. وهي الألقاب تنهال ، وكل لقب له تفسيراته الكثيرة ، المرادفات تتطور وتكبر لغة جديدة على قاموسنا اليومي . قاموس الاغتصاب ، ظهر جديدا لكن الأفعال لم تكن جديدة .. هناك ذئاب بشرية كثيرة وهناك من فاق كل أفعال الذئاب ، وهناك من يسكت ويبرر ويغمض عينيه إنكاراً ، لكن الإنكار لا ينفي الحقيقة .. عندما لا يكون هناك برنامج وطني لمعالجة العنف قبل وقوعه ، عندما يعالج العنف بعد الوقوع ولا تواكبه رعاية خاصة أو لا يبعد المُعنّف عن دائرة مكان جريمته بما لا يقل عن دائرة قطرها عشرين كيلو مترا،أو لا تكون هناك ثقافة للأطفال والأمهات ضد العنف ،، بما في ذلك التحرش الجنسي على الطفولة أولًا وعلى الكبار بنين وبنات.. لابد من الاستماع بشيء من الثقة لشهادات المعلمين والمعلمات والأخصائيين الاجتماعيين .. وكم من الضحايا ذهبن نتيجة تعنت مسؤول والقول (الأهل أدرى بمصلحة أبنائهم) وبالتالي يذهب الصغار ضحية.. هناك غاصبون وهناك مغتصَبون ، وهي دائرة تتسع ، لتشمل كثيرا من مقومات الحياة الكريمة إلا أن عفونة الإجرام الجنسي ، تقع وتغلف خوفاً من الفضيحة وضحيتها أطفال لا حول لهم ولا قوة ، فإن ما يرتكب بحق الكبار ليس قليلا .. إذا قلنا هناك غاصب ومغتصَب ، وهناك أمور متشابهات ، فيجب توضيحها ، المشكلة في كثير من الأحيان أن الحلول تكون في العموميات ، دون التوجه الفعلي للعمل الجاد للوقاية ، وهذه تتم بداية مع عمر سنتين مع الأم والأب في المنزل ، ومن ثم رياض الأطفال ، ومهمة المربيات المشتركة مع الأمهات ، هو إفهام الأطفال أن للجسد كرامة والمناطق الداخلية مناطق لا يجوز لأحد رؤيتها وهي تخص الطفل وحده، وهي أماكن لايمكن أن توضع يد أحد عليها واللعب بها . عملية التفريق بين اللمسة الطيبة واللمسة الخبيثة وغيرهما نعرف. أن الغرباء أحيانا يلاطفون الطفل ويبتسمون له لمجرد كونه طفلًا ليس إلا ، ولكن لا يجب أن يتعدى الأمر ذلك ، وبلا تقديم الحلوى أو الهدايا مهما صغرت ، خاصة من الغرباء .. هناك فئات لا يشكلون خطراً ، وهم السيدات كبيرات السن ، ويحببن أن يرين فرحة الأطفال ، خاصة في بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا والنمسا .. فيحملن حلوى للصغار دائما ، ولا يجب أن يتعدى الأمر ذلك .. مع التأكد من عدم مرافقة أي شخص دون إعلام الوالدين ، مهما قرب أو بعد .. قد يأتي التحرش من الأقارب وهذا أصعب شيء ، وأكثر إيلاماً ، ومعالجته يجب ان تتم ، وبسرعة ودون مداراة ، مهما كان التحرش صغيرا .. وأهم شيء عدم ترك الصغار في رعاية شخص وحيد ، خاصة عندما لا نكون على ثقة تامة بأخلاقه .. الموضوع قد يطول لكن الوقاية ضرورية جدا ، وتبدأ من المنزل والمدارس وبالأخص رياض الأطفال والابتدائي .. لابد ان تعرف الأم كيف تقرأ وجوه صغارها جيدا، وكيف تعرف بعض العلامات مهما صغرت ، فهي الدقة الأولى المنبهة لوجود خطر ما ، وعدم إهمال الحدس .. قد لا يتسع المقال للاستطراد ، ولكن علينا البحث عنها في المراكز الخاصة للتحرش وهناك دراسات وأبحاث متاحة للجميع عبر النت، يكفي كتابة (التحرش الجنسي بالاطفال) ومن ثم الضغط ..