قامت البلديات في كافة مدن المملكة بإنشاء حدائق مصغرة داخل الأحياء السكنية، بل إنها قد اشترطت على كل مخطط قبل اعتماده أن يتضمن تخصيص مواقع للحدائق أسوة بالمرافق الأخرى من مساجد ومدارس وغيرها.. ومنذ أكثر من 30 عاماً والحدائق الصغيرة القائمة - داخل الأحياء - تستنزف آلاف الريالات لعمليات التشغيل والصيانة بالاضافة إلى استهلال كميات هائلة من مياه السقيا، ومع ذلك فلا تجد إلا نسبة لا تذكر من مرتادي تلك الحدائق.. ولتبحث عن أسباب عزوف المواطن عن تلك الحدائق نجد أن خصوصية المجتمع السعودي تفرض عليه البحث عن أماكن أكبر ساحة لكي يأخذ هو وأسرته حريته بدون مضايفة أو ازعاج.. بينما نجد هذا لا يتوفر في الحدائق داخل الأحياء لتقارب جلسات مرتاديه. .. ومن هذا المنطلق فلقد راودتني فكرة طالما تمنيت من المسئولين في البلديات تحقيقها وبعد انتخاب أعضاء في البلديات أجدها فرصة لطرح تلك الفكرة على الناخبين والمنتخبين لتحقيق ذلك المطلب وإبرازه إلى حيز الوجود وذلك على النحو الآتي: - قيام البلديات بتأجير مرافق الحدائق على مستثمرين لمدة عشر سنوات فأكثر على أن يقوم المستثمر بإنشاء بعض الخدمات التي يتطلبها وهي على سبيل المثال: (1) إنشاء صالة للمناسبات الصغيرة - للرجال والنساء- وتكون مخصصة لأهالي الحي وبأسعار رمزية وذلك لأن كثيراً من الأسر تستأجر استراحات أو غيرها لإقامة الحفلات والمناسبات العائلية بسبب كون كثير من البيوت إما شقق أو دور والبعض الآخر لا يرغب بإقامة المناسبة داخل منزله كون كثير من البيوت إما شقق أو دور والبعض الآخر لا يرغب بإقامة المناسبة داخل منزله (هو أدرى بها) بالاضافة إلى عدم قدرة كثير من البيوت على استيعاب الضيوف لأسباب. (2) إنشاء مكتبة مصغرة تضم الصحف اليومية والمجلات الدورية وبعض الكتب، والمطبوعات والنشرات التوعية بالاضافة إلى أماكن للإنترنت ومجلس يضم أهالي الحي من كبار السن. (3) إنشاء نواد مصغرة للجنسين تضم مسابح وألعاب قوى وغيرها من الألعاب التي تتطلب مساحات كبيرة وتكون بأسعار رمزية لسكان الحي بموجب بطاقات تعريف خاصة بهم. (4) إنشاء مكتب للعمدة لاستقبال طلبات سكان الحي وارشيفاً يضم بيانات بأسماء سكان الحي من الملاك والمستأجرين، ومتابعة كافة متطلبات الحي وعرضها على مجالس البلديات أو الجهات المختصة. (5) إنشاء صالة تضم صناديق بريدية لسكان الحي لاستقبال الرسائل والفواتير وغيرها.. (6) إنشاء صالة للمحاضرات لاستقبال مندوبين من الجهات المختصة لإلقاء المحاضرات الصحية والأمنية وغيرها من المواضيع وتكون هناك مساحة لإقامة المعارض المصاحبة لتلك المحاضرات. هذه أبرز الخدمات التي يمكن تحقيقها بالاضافة إلى عدد من الخدمات يمكن اضافتها بحسب مساحة المكان وامكانية المستثمر ومدى الحاجة إليها.. وتكون البلديات الجهات الإشرافية والرقابية على المستثمرين لضمان استمرار تلك الخدمات.. وانني على ثقة بأن إيجاد تلك الخدمات داخل نطاق الأحياء السكنية سوف يكون له فوائد عديدة أبرزها العمل على إيجاد تلاحم بين سكان الحي من خلال الاجتماعات والندوات واللقاءات - كما أن المستثمر سوف يحقق دخلاً طيباً من خلال الرسوم الرمزية التي تضمن استمرارية الخدمات بالاضافة إلى الرسوم الموسمية خلال مواسم الأعياد والإجازات.