طبيعة الناس تميل إلى طلب السفر والاستجمام بعد عناء الروتين طول العام، لكن المفارقة تكمن في عدم إدراك كثير من الناس لخطط السفر، فالبعض بمجرد سماعه أو مشاهدته لصور المدن الجميلة عبر وسائل الإعلان، يرى فيها فرصة للسياحة والتسوق، وكثيراً ما يلجأ أشخاص للسفر هرباً من حرارة الجو وبحثاً عن الأجواء الباردة، وفي النهاية تعددت الأسباب والسفر واحد، وبالرغم من قناعات كل شخص بأسباب سفره فهل قام أي منهم بإعداد دراسة للميزانية المتوقعة لهذه السفرة، بحيث لا تأتي على أولوياته وتمتعه لأيام وتؤرقه لبقية العام. غايات السفر وقال «المهندس. سلمان الحجي» - عضو المجلس البلدي -: تتعدد غايات السفر فهناك من يسافر لتوفير لقمة عيشه، أو للعلاج أو لطلب العلم أو للترفيه وهو موقع حديثنا أبواب السفر مثل مصاريف النقل، تكاليف السكن، الغذاء، الترفيه والتسوق وهذا الباب ما يضاعف التكلفة المالية الإجمالية التي تنفقها الأسر في السفر خصوصًا إذا ما عرفنا تردد الزوجة المستمر على الأسواق لشراء احتياجاتها وأفراد أسرتها، إضافة وبحسب عادات شرائح واسعة في المجتمع السعودي لشراء الهدايا للأقارب والأصدقاء، مضيفاً: عادة ما يحدد تلك التكاليف: مدة السفر فكلما زادت ارتفعت معها الفواتير التي تنفق في أبواب السفر الأربعة، توقيت السفر حيث إنّ التكلفة في العطلة الصيفية تتضاعف بالنظر لتزايد أعداد السياح وتأثيرها على الأسعار، كما أنّ ما يحدد تكلفة السفر مكان السفر فمن يتسيح في الدول الغربية يكلفه ميزانية مالية أضعاف ما قد يتحمله عندما يختار بديل السياحة الداخلية، كذلك ما يضاعف التكلفة عدد أفراد الأسرة وغير ذلك. محاكاة الآخرين وأضاف: ولعل من أهم المشاكل التي تواجه الأسرة عندما تتخذ قرار السفر من دون تخطيط هو محاكاة الآخرين في السفر وإن كانت الدخول المالية مختلفة، وأهدافنا المستقبلية متباينة، وكذلك من المشاكل أن يكون تمويل تكاليف السفر عبر القروض مما يجعل الأسرة تنشغل بسداد تلك الديون لفترات أطول وقد يكون على حساب أولوياتها، أو أنّ الأسرة تسحب كافة مدخراتها لتنفقها في سفرها من دون إعداد موازنة مالية لتقدير تكاليف السفر كما إذا استخدمت بطاقة الائتمان بشكل عشوائي. التجديد مطلب وأكد «م.نبيل علي الوصيبعي» على أنّه من مشجعي السفر والترويح عن النفس فالنفس تحتاج إلى التجديد ولكن هذا منوط بمن لديه الاستطاعة والإمكانية، ولكن قد تجد من يقوم بتجميع نقوده وتقتير ملذات الحياة المتاحة خلال السنة كي يقضي قلة من الأيام خارج البلاد وقد يعلو ذلك إضافة دين أو قرض ناهيك عن بطاقات الائتمان التي تلازمك طوال العام في السداد، ولعل ما يزيد الطين بلة هذا العام هو ربيع التغيير في الدول العربية مما سيضطر البعض لدفع المزيد لدول شرق آسيوية او أعظم من ذلك حين يتوجه الى دول الضباب ... أوروبا، التي يدفع المسكين ثمنها راحته عاماً كاملاً لمجرد ان يذكر عند أصحابه بإجازته في تلك الدولة. عادات وتقاليد وأضاف: بينما لدينا أماكن تجمع «الحُسنيين» أي سياحة الدين والاستجمام معاً، فمكة المكرمة تزهو وطيبة الطيبة بكل شموخ تقدمان ما لم تستطع أي بقاع العالم تقديمه، كما أن التحضير للسفر أمر مهم جدا حيث يجب أن يبحث السائح عن أمرين الأمن في البلد المقصود وانخفاض كلفة العيش، بالإضافة إلى برودة الجو وجمال الطبيعة والمعالم، ولكن للأسف نجد البعض يسافر إلى دول محددة كل سنة وهذا في نظري خطأ، لأن التغيير فيه تعرف على عادات وتقاليد وثقافات لم تعرف من قبل، كما أنّ هناك بعض التدابير التي تسهم في راحة المسافر كمكاتب الحجز المسبق أو أن يؤخر المسافر سفرته عاماً آخر كي يضيف قيمة سفر العام مع السنة ليحظى بسفرة ممتعة لبلد جديد دون أعباء مالية تثقل جيوبه بتفريغها. فقير وغني وأشار «حسن صالح العلي» إلى أنّ ثقافة السفر أصبحت منتشرة في مجتمعاتنا المعاصرة، في السابق كانت هذه الثقافة مقتصرة على أصحاب الأموال والطبقة الغنية في المجتمع، أما اليوم انتشرت في جميع طبقات المجتمع شاملةً الفقير والغني، وبعض المواطنين هداهم الله على الرغم من وجود أولويات في حياته إلا أنه قدم السفر على أمور أخرى مهمة وعاجلة مثل «الدَّين»، فكيف يحق لك أن تسافر وأنت مطلوب بتسديد مبلغ من المال لزميل لك والنهاية لا تستطيع تسديد الدين ومن السفر إلى السجن.