هناك اقتران شرطي بين الحاجة إلى الراحة والإستجمام بعد رحلة طويلة من العمل والدراسة، وبين تجديد أجواء الصحة النفسية للأسرة؛ إذ تؤكد البحوث النفسية على أهميتها ودورها الفعال في إدخال أجواء أسرية متماسكة حيث يلتف الجميع حول بعضهم ليعيشوا أجواء انبساطية مميزة، ولكن أحياناً نجد أن بعض الأزواج يفضلون السفر من دون الأهل لأسباب وقد يجدوها مقنعة بالنسبة إليهم بينما يراها الآخرون لا حق لهم في ذلك. بداية تقول «صالحة الجهني»: أعاني من سفر زوجي لوحده أثناء الإجازات المنتظرة من قبلي ومن قبل أبنائي، فقد فاجئنا هذا الصيف برغبته بالسفر مع رفاقه وتعذر بأعذار أجدها غير مبررة وانه احتاج لتغيير جو الأسرة والعودة لتجديد أيامه الماضية بمزاولة هوياتهم المتنوعة وزيارة أماكنهم المفضلة ورغبة منه في عدم تحمل مسئولية أفراد آخرين غير نفسه، مضيفة: ولا أعلم الطريقة لإقناعه بحاجتنا للتغير وأننا الأحق بالسفر معه. أما «هند محمد» فتقول: يقسم زوجي السفر في الإجازة الصيفية لنصفين أحدها معنا فيأخذنا للسفر معه للمدن القريبة والمجاورة لمدينتنا أما النصف الآخر من الاجازة وعند سفره الخارجي فهو يفضل أن يذهب مع أقاربنا في رحلة «عزاب» بعيدا عن إزعاجات الأهل وتدقيقهم وكثرة طلباتهم فزوجي يتعلل بكثرة المصاريف والطلبات التي تشغله عن اخذ راحته وتنقله بكل سهولة، وتضيف أتضايق كثيرا من هذا السفر وأخشى عليه أن يقع بأشياء محرمة خاصة عندما تكون صحبته غير معروفة. الأماكن ذات الأجواء الرائعة تبعث على الراحة النفسية وتحصر «ليلى» أسباب سفر الزوج من دون الأهل في عدة نقاط تجد أهمها، البعد الروحي بين الزوجين والانفصال العاطفي والنفسي، وإهمال الزوج زوجته وأبناءه، وأنانيته بعدم الاكتراث لرغباتهم وتحقيق التواصل النفسي وهو الهدف الأسمى بنظرها من تلك الإجازات، وتضيف اشعر أنّ رفقة زوجي السيئة وراء تركنا لشهرين وهو يتنقل من مدينة إلى أخرى غير مبال بنا وأيضا ضعف وازعه الديني وحالته المادية الميسورة الحال، اخشى من مساوئ تلك السفرات وأخطارها التي دائما ما أقرأ عنها فأصبح هدف زوجي السامي كل إجازة صيفية أن يتخير أرقى الأماكن الترفيهية فبدل أن يضفي جو الفرح باجازتنا أجد انه يحملني الهم الكبير لكيفية صرفة في تلك السفرات الخاصة. وتقول «حنان سالمين»: برأيي انه يحق للزوج السفر من دون الأهل في ظل عدم إهماله لهم والعمل على تعويضهم والتواصل معهم، وأتوقع أن احد الأسباب الرئيسية لسفر الزوج من دون الأهل هروبه من المسؤولية الواقعة عليه، مشيرة إلى أن زوجها يتعذر بعدم القدرة على تحمل طلباتنا أنا وأبنائه فكل فرد من عائلتي يريد أن يذهب لمكانه المحبب، وانشغاله بتحقيق رغباتنا يشغله عن الترفيه عن نفسه واخذ الراحة والاستجمام من ذلك الجو لذلك أجده يحرص على الهروب لوحده للحصول على راحته المطلوبة من تلك السفرات. وأوضحت «رهف العطوي» أنه لا تبدأ الإجازة الصيفية إلا وتبدأ مشاكلنا أنا وزوجي فأدخل الأهل لحلها ولكن من دون جدوى، ففكرة السفر لوحده مسيطرة عليه، مشددا انه لا حق لنا بالسفر معه وأنها إجازته المنتظرة طوال عام كامل من العمل، وتضيف: تعودت على غيابه وانفصاله الروحي أيام إجازاتنا فأسافر مع أهلي وأحاول شغل نفسي وأبنائي بعيدا عنه وتضيف أعاني إهماله وانشغاله الكبير بتلك السفرات ولا اعلم ماذا يفعل هناك وما سر ذالك الشغف الذي يملأ قلبه لها. وأوضحت «باسمة الخالدي» أن بعض الأزواج يجهل كيفية استغلال الإجازة الصيفية لتقوية الروابط الأسرية وإضفاء أجواء من الود والاهتمام لزوجته وأبنائه فالجميع يعلم فضل السفر في تقوية تلك الروابط والراحة النفسية المتجددة الحاصلة منه، لذالك أجد أننا نحتاج لبرامج توعية للشباب عن آثار السفر النفسية والاجتماعية وفضائلها مع الأهل ودور الزوج في توجيه أبنائه وتثقيفهم بمعالم كل مدينة والعمل قدر المستطاع على تحقيق الأهداف المرجوة من تلك السفرات، مضيفة: أجد أن سعادة زوجي تكون اكبر عندما يسافر مع رفاقه ولكني لا أبالي بذالك بالرغم من محاولاته الشتى لصرفنا عن السفر معه إلا أني ارفض اشد الرفض أن يسافر ويتركنا بلا حقوق فنحن الأحق والأولى في تغيير أجوائنا النفسية وروتيننا اليومي الممل الذي سيظهر مردوده النفسي على أفعالنا.