دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس الشباب والشابات إلى استغلال الإجازة الصيفية في النافع المفيد بطلب العلم وإتقان الحرفة والصنعة والمساهمة في البناء والنماء، محذرا في ذات السياق من تحول العطلة إلى نوم وكسل وجثوم على أجهزة التسلية والترفيه وهدر الوقت بما يجلب الفشل، وفي الخطبة الثانية حذر فضيلته من العادات الدخيلة خلال مواسم الأفراح من إسراف وهدر وتبذير وما يلازمها من مغالاة في المهور وتكاليف باهظة لإعداد حفل الزواج. وقال فضيلته: تحلو العطلة بعد تعب وإعياء ويحسن رخاء البال وفراغ القلب بعد تعب ومكدة وجهد ، ولا بأس بمباح يروح النفس ويجم الخاطر ويدفع الكآبة ويطرد السآمة ويجدد العزم والهمة، " فإن المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى ، ومن فعل ذلك بنية صالحة أجر قال عمر بن عبدالعزيز لابنه: "يا بني إن نفسي مطيتي وإن حملت عليه فوق الجهد قطعتها". وأضاف: يقبح بالمسلم استمهاد الراحة والدعة واستدامة الغفلة واستمرار اللهو وإطلاق العنان للمتعة والشهوة وتجاوز حدود الشرع في الترفيه، وفراغ اليد وبطالة البدن ودوام الفراغ ومحالفة النوم لقاح الفقر والفساد والضياع ، ودوام الجثوم على أجهزة التسلية والترفيه يقتل النبوغ ويحد من الفطنة والذكاء، ويشغل الأذهان بما حقر وهان، ويهدر الوقت ويورث العلل والكسل ، ويجلب الفشل. وقال فضيلته: أيها الشباب: سارعوا إلى قصبات التقدم وشرفات العلو وشمروا للعلم والمعرفة وأوغلوا في ميادين التكسب والعمل المباح ، اتقنوا حرفة وتعلموا صنعة واكتسبوا مهارة ، وشاركوا في البناء والنماء , وتعلموا الكتاب والسنة وتفقهوا في الدين واقرؤوا سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وتأسوا به. وأضاف: في الإجازة تتوالى الأفراح وتكثر عقود النكاح وأحمدها وأدومها ما بني على الشرع السليم والهدي المستقيم ، ولقد تمادى الناس اليوم في المغالاة بالمهور وتسابقوا في إظهار البذخ والإسراف والتكلف والتبذير في حفلات الزواج وتجاوزوا الحدود في الولائم والذبائح، والقصور والألبسة والثياب تفاخرا وتعاليا وتماديا بالباطل ولربما صاحب بعض الأفراح فاحش القول وعظيم المنكر وتفسخ في الأخلاق واختلاط الرجال بالنساء ودخولهن عليهن وهن سافرات كاشفات قد لبسن الفاتن والقصير والضيق والشفاف وغير ذلك من الأمور الشائنة التي هي وبال على فاعلها، مما لايرضاه الغيارى ويأباه أهل الإيمان، وتجاوز آخرون المشروع والمباح من ضرب الدف المباح للنساء لإعلان النكاح إلى استئجار المطربين والمطربات الذين يتغنون بالكلام الفاحش البذيء مصطحبين اللهو والطرب والمعازف ودفع المبالغ الكبيرة في مثل هذه الأمور, فاتقوا الله أيها المؤمنون وعودا لهدي الشرع ولا تستغوينكم عادات ذميمة دخيلة على مجتمعاتكم.