للمرة الثانية خلال خمس سنوات أتناول قصة "من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" للكاتب الدكتور سبنسر جونسون منشورات مكتبة جرير. سبب إعادة طرح الموضوع تلك المتغيرات التي يمر بها عالمنا اليوم وخصوصا مجتمعاتنا العربية. وفي مجتمعنا الخاص هنا أكيد اننا مررنا بنسبة ولو ضئيلة من التغيير إلا أن المراقب يشعر أننا في اتجاه التحرك نحو تغيير مجتمعي لم يألفه من قبل وستكون القضايا المتعلقة بالمرأة هي محور هذا التغيير. والمرأة كما هو معروف نصف المجتمع ومن هنا سيُلاحظ التغيير بشكل واضح فقضاياها ليست هامشية كما يعتقد البعض بل مؤثرة جداً. وأهم قضية سيتم حسمها قريباً حسب تصوري هي قيادة المرأة للسيارة ذلك الموضوع الذي شبع نقاشا وطرحا وأصبح عند البعض مملاً لا جديد فيه. أعود للقصة التي لخصها الدكتور كينيث بلانشاد في مقدمة الكتاب بأنها تتحدث عن التغيير الذي يحدث داخل متاهة يوجد بها أربعة أشخاص (فئران) يحاولون البحث عن قطعة جبن وقطعة الجبن هذه في القصة هي رمز لما نريد الحصول عليه في حياتنا سواء كان وظيفة أو مالا أو حريّة أو السلام الروحي وخلافه. أيضا المتاهة ترمز إلى المكان الذي يتم البحث فيه عن الضالة المفقودة وقد يكون المجتمع أو الحياة بصفة عامة. كانت اللحظة الفاصلة في القصة حين وصل الفأران الكسولان إلى مكان الجبن المعتاد الذي لم يكونا يعيران اهتماما للتغييرات الطفيفة التي كانت تحدث فيه كل يوم لذا اعتبرا وجود الجبن أمراً مُسلماً به. انصدما حين لم يجدا الجبن فأخذ احدهما يصرخ "من الذي حرّك قطعة الجبن الخاصة بي؟". ثم بدءا في البحث عن مكان آخر يتوفر فيه الجبن. مرّا خلال رحلة البحث في المتاهة بمواقف كثيرة لم تزدهما إلا تصميما. آخر المقولات التي كانا يكتبانها على الجدار بعد كل إنجاز كانت مقولة "كُن مستعداً للتغيير بسرعة" وهي المفتاح السحري الذي أوصل لخاتمة القصة وللنجاح في قبول التغيير. وهنا يُلاحظ أن مجتمعنا يعاني (بعض) أفراده بطئاً في تقبل الجديد وعدم ثقة في مقدرتهم على التكيّف معه لهذا نرى مقاومة في البداية سرعان ما تنهار سدودهم فيجرفهم التيار أو هم يسبحون معه. أليس من الأفضل الاستعداد وتهيئة النفس للتغيير بدلاً من مقاومة لن تُجدي يضيع فيها الوقت وتتأخر الخُطى؟.