خادم الحرمين الشريفين ندي الكف عظيم العطف ولا يزال حفظه الله يحمل هم أبنائه المواطنين لاسيما المادية منها. وآخر ما جادت به يمينه هو قرار رفع رواتب المعلمين و المعلمات من أبناء هذا البلد في المدارس الأهلية إلى خمسة آلاف ريال تدفع الدولة ممثلة بصندوق الموارد نصفها إضافة إلى بدل نقل ستمائة ريال يتحمله صاحب العمل. وصدق الشاعر حين قال: تعود بسط الكف حتى لو أنه ,,, ثناها لقبضٍ لم تطعه أنامله فجزاه الله خير ما يجزي به راعيًا عن رعيته ولا شك أن التوطين الوظيفي هدف وطني و أن تحسين الرواتب مطلب كل موظف في التعليم و غيره لكن الأهداف السامية و المقاصد النبيلة لا تتحقق بمجرد إصدار القرارات فقط . نبل المقصد بتحقيق التوطين الوظيفي و تحسين الرواتب لا يعطي أكله إلا إذا نجح و استمر , و نجاحه و استمراره لا يكون إلا بتهيئة المناخ المناسب لذلك و تيسير الوسائل المشروعة التي لا تجعل من المستثمر في التعليم ضحية ً و كبش فداء. قرار رفع الرواتب من حيث المبدأ لا يختلف عليه اثنان و المستثمر في التعليم لا يرفضه بل يرحب به متى ما ذللت بعض العقبات التي تصاحب تنفيذه. البعض يظن أن الأمر لا يعدو أن الراتب أصبح خمسة آلاف و ستمائة ريال تتحمل الدولة منه ألفين وخمسمائة ريال. هذا فهم خاطئ ..!! متى ما أضيف ..600 اشتراك التأمينات المحسوب على المنشأة ( 11 %).من 200 400 نهاية خدمة شهريا . من 150 عن المعلم إلى 300 ريال عن المعلمة تأمين صحي. ما يتحمله صاحب المنشأة عن الموظف الواحد يتجاوز 60 % ( 4000 ريال تقريبا ) و أجزم أن قرابة 80 % من المدارس الأهلية لا تستطيع تحمل مثل هذا المبلغ مما يهددها بالإفلاس و تسريح موظفيها وطلابها , كما أن الدعم لخمس سنوات فقط ..!! فلو استطاعت دفعها فما حالها بعد خمس سنوات ..؟!! وهذه الأرقام خلت من العلاوة السنوية و من المكافآت التحفيزية التي تدفع خلال العمل. و بعض المسؤولين بعيدون عن الميدان التربوي و يأخذون بالعناوين و يدعون التفاصيل و لا يجرون دراسات كافية و حين يظهرون في القنوات الإعلامية لا يرضون بمحاورتهم و مناقشتهم في قراراتهم..!! وخير دليل على ذلك حديثهم الدائم عن الإعانة السنوية المقدمة للمدارس الأهلية رغم أنهم لا يقولون كم هي الإعانة فمقدارها لا يجهلهم لكن لكونها بمتوسط سبعين ريال فقط عن الطالب الواحد اكتفوا بالعنوان و صمتوا عن التفصيل و صمتوا عن أن 30 % من المدارس حجبت عنها..!! كثيرٌ من الدول تدعم الاستثمار في المشاريع الخدمية كالتعليم و التدريب و تذلل العقبات التي تقف في طريقها لنبلها و أهميتها في بناء المجتمع و لتخفيفها عن الدولة لمساهمتها في أمرين ( التوظيف و التعليم ) فهي توظف أبناء البلد و تحتضن عددا لا يستهان فيه من طلابه. أناشد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أن تكون مساهمة صندوق الموارد البشرية أكبر و ألا تكون محددة المدة فالخمس سنوات تمضي سريعا و الهدف هو التوطين الوظيفي الدائم و ليس الموقت كما أنشده مزيدًا من دعم المستثمرين في التعليم فالإعانة السنوية بمتوسط سبعين ريالا عن الطالب الواحد لا تكفي. و أختم بقول الشاعر : هو البحر من أي النواحي أتيته ,,, فلجته المعروف والجود ساحله