** أبكاني كثيراً .. صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.. وأنا أقرأ قصيدته المؤثرة في وداع والدته الغالية رحمها الله رحمة الأبرار.. ** وأنا متأكد أيضاً أن هناك المئات ممن شاركوني هذه الحالة .. ** فالأمير الغالي وإن كان قد فقد أعز الناس إليه "والدته" أخيراً..كما فقد "أباه" الحبيب قبل ذلك باثنتى عشرة سنة .. وعبر بذلك عن حالة "اليتم"التي وجد نفسه فيها..إلا أنه وجد كل فرد في هذا الوطن معه وشريكاً له في تلقي العزاء في أبيه الذي كان شمعة مضيئة في سماء هذا الوطن بما قدم وأعطى..بل في سماء العرب والمسلمين.. وشباب العالم أيضاً.. ** كما كان كل واحد منا مع "نواف" وداخل مشاعره وأحاسيسه الحزينة على فقد والدته الغالية عليه وعلينا جميعاً.. ** وعندما يفقد إنسان حساس مثل "نواف" أبويه فإنه يستشعر مدى الظلام الذي يحيط به .. ويداهم أحاسيسه .. ويضاعف آلامه.. وأحزانه..وجراحاته لأنه لا يوجد من هو أغلى من الوالدين.. ولا أشد وطأة على النفس من فقدان الشعور بالأمان النفسي في ظل غيابهما.. ** فلقد أبكاني الأمير نواف وهو يئن.. ويردد : ودعت ابوي ولا بقى قلب غيره إلا خفوق كنت به دوم محفوف حضن الأمان اللي وهبني ضميره واللي سقاني كل طهر ومعروف وأصدق شعور لفني في حريره وأحن صدر ضمني وأعذب صفوف أمي ، بكل أوصاف توصف كبيرة ومن غيره يقدر يبرد على الجوف ** لأن نواف لم يدخلنا إلى أعماقه فقط .. وإنما حرّك مشاعرنا أيضاً معه وهو يصور لحظات الفقد والفراق لأغلى اثنين في حياته وأقربهما إلى نفسه.. وأكثرهما تأثيراً في أحاسيسه ومشاعره وفي تكوينه الإنساني المتميز الذي عُرف به.. وفي دماثة أخلاقه وحسن مشاعره وتعامله مع الناس .. فكان ذلك مصدر انجذاب الناس نحوه.. وإعجابهم بخصائصه وقدراته على حد سواء.. ** ولقد أخذنا سموه معه .. في أنينه .. وصادق مشاعره وهو يتأوه بحرقه : يمه : صمت ، وموجعات عسيرة وضيقه وراء ضيقه ، وهم ، وعاصوف يمه : وداعٍ ، وخيرة الله خيره وفي ذمة الله كلنا بأرض ضيوف أقول وش أقول : راحت (منيرة) يعني فقدت النبض والسمع والشوف ** فعيَّشنا بذلك معه أصعب اللحظات لفراقه (منيرة بنت سلطان) وأعاد إلى أذهاننا ذكرى الطود الشامخ (فيصل بن فهد) ليجعلنا الأمير (نواف) نحس معه بلوعة الفراق المر.. ونرفع أكفنا إلى رب السماء والأرض وخالق هذا الكون ومن فيه ومن عليه بأن يخفف عنه.. ويجمله بالصبر.. ويجعله يواصل مسيرته الظافرة التي نشّآه عليها.. وتركا فيه كل خصائصهما وخصالهما التي وهبها الله إياهما.. ودفع الناس إلى محبتهما طوال حياتهما لما كانا يقدمانه من أعمال خيَّرة.. لهذا الوطن وأبناء وبنات هذا الوطن.. مما استحقا معه الدعاء لهما بالمغفرة .. والرحمة.. تقبلهما الله في رحابه الطاهرة والخالدة قبول الصديقين .. والمتصدقين .. والمعروفين بأعمال الخير في الدنيا ليجداها في الآخرة إن شاء الله تعالى .. ** أما أنت يا أمير الحب .. والإحساس ..فإن قلوبنا معك..ودعاءنا يحيط بك.. وعقولنا ومشاعرنا ترافقك في كل خطوة تخطوها.. ليس لأنك تعيش لوعة الفراق هذه الأيام فحسب.. ولكن لأنك تعرف كيف تمتلك عواطف الناس.. وعقولهم.. وما ذلك بغريب على من كان أبوه "فيصل بن فهد" وأمه"منيرة بنت سلطان".. يا حبيب هذا الوطن وأهله. *** ضمير مستتر: **(تنعقد الألسنة.. ويتوقف نبض المشاعر عندما يكون المصاب جللاً.. والخسارة فادحة .. ولكن الإيمان بالله.. هو الذي يجبر المكلومين على الدوام..)