** في البدء لابد من الإشارة إلى حقيقة أنني لا أملك تجربة صحفية ثرية.. أو كبيرة.. لأنني لم ابدأ عملي في الصحافة إلا في عام 1391 هجرية.. وهذا يعني أن هناك عمراً زمنياً طويلاً .. قطعته الصحافة السعودية قبل أن أصل وأبناء جيلي لمرحلة أن نكون «قراء» للصحافة.. فما بالك بالعمل فيها. لذلك عندما عملت في مجلة «اقرأ» أراد الدكتور عبدالله مناع أن يرفع من معنوياتي وهو يعرف المرحوم أستاذنا الكبير عزيز ضياء.. بي.. أو عليَّ.. فقال يقدمني: - يا أستاذ عزيز.. أعرفك على «الشبل» عبدالله باخشوين؟! وبطريقته الصريحة المباشرة.. قال الأستاذ عزيز: - يا عبدالله لا هو «شبل» ولا أنت «أسد»؟! ابتسم الدكتور المناع.. ولم يرد.. فلا أحد مثله يعرف تاريخ الأستاذ الكبير.. ولا أحد مثله يفهم ويقدر ذلك التاريخ وذلك الدور.. ولا أحد مثله مزج الحب بالتقدير والإكبار لعزيز ضياء.. وآخرين في مقدمتهم محمد حسن عواد وطاهر زمخشري وحسين سرحان. فإذا قلنا إن الأستاذ الكبير يرى أن «المناع» هو «الشبل» و«أنا» لا شيء فهذه هي الحقيقة الموضوعية.. التي لا يغيرها تطور الزمن وتطور أدواته.. سواء في مسيرة الكتابة.. أو في تقنيات الصحافة. وبعيداً عن الكتب والدراسات الاكاديمية التي تتناول نشأة الصحافة السعودية وتاريخها.. تبرز شخصية استاذنا الكبير عبدالفتاح أبومدين.. الذي يعتبر الوحيد من أبناء جيل رواد العمل الصحفي.. الذي وثق تجربته العملية ومعاناته في العمل الصحفي من خلال كتابه «وتلك الأيام».. الذي تناول فيه تجربة صحافة ما قبل عهد «المؤسسات الصحفية» الحالية.. مروراً بتجربته العملية خلال المراحل التي أسهم فيها في صحافة المؤسسات. أما هنا.. فلا أريد أن أخوض فيما لا أعرف.. أو أدعى بمعرفة الكثير من مراحل تطور العمل الصحفي في بلادنا.. لكنني أضيء بعض الجوانب التي عاصرتها وعرفت الكثير من أبطالها من الصحفيين.. الذين يمكن أن نعدهم من رواد العمل الصحفي بمقاييس اليوم.. ذلك أنهم من أبناء الجيل الذي نشأ.. وتعلم وتمرس العمل الصحفي بمختلف مراحله الكتابية والتقنية من خلال صحافة ما قبل المؤسسات الصحفية.. وكانوا النواة الأولى لبداية انطلاقتها واستمراريتها من نجاح البداية إلى تحقيق الهوية المميزة لهذه الصحيفة أو تلك.. ومازالت اسماؤهم.. ونشاطاتهم وأدوارهم حاضرة في المستوى الذي وصلت إليه صحافة اليوم.. ** لن أدعي التعميم.. لأن هناك - في الغربية - مجموعة من الصحف اليومية هي: «الندوة - مكةالمكرمة».. و«البلاد - جدة»و«المدينةالمنورة - جدة».. و«عكاظ - جدة» غير أني سأقصر الإشارة على من عرفت من العاملين في هذه الصحف.. وهم كثيرون.. ويكاد جمعهم أن يقتصر على جريدة عكاظ التي بدأت العمل فيها أول مرة. ** في البدء عبدالله الداري الذي يمتاز بقدرات مهنية لا يكاد يجاريه فيها سوى المرحوم عبدالغني قستي في جريدة البلاد.. والدكتور علي عمر جابر والأستاذ علي مدهش ومحمد عبدالواحد الذي لا يفقه في الجانب الفني ولا علاقة له به على الاطلاق من عكس علي مدهش الذي يعد من الماهرين في الجانب الفني وقد تأثرت تقنياته الفنية بالمرحوم عبدالله الجفري.. اضافة إلى عبدالقادر شريم الذي لا علاقة له هو الآخر بهذا الجانب.. أما الأستاذ الكبير عبدالفتاح أبو مدين الذي عملت معه في بداية تخصيص «عدد اسبوعي» لعكاظ فهو مهني عريق جداً ويحمل تجربة رائدة.. وسوف نكمل هذه المداخلة فيما بعد..؟!