وهذا حدث قبيل الحرب العالمية الأولى حين تبنى الغرب نظرية كينز في العمالة الكاملة وتدخل الدولة في اقتصاديات السوقFree-market capitalism، وتم الانعتاق من اللبرالية الكلاسيكية وظلت هذه النظرية مهيمنة حتى جاءت ساتشر وريجان، وسادت اللبرالية الكلاسيكية من جديد، وكان عراباها ملتون فريدمان الأميركي وفردريتش هايك Hayek النمساوي ، ولكن الأزمة الاقتصادية الكبرى التى تعرض لها الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة في عام 2008 نتيجة أزمة الديون العقارية عالية الخطورة وانفلات البنوك أجبرت الحكومات على التدخل والتخلي عن اللبرالية الكلاسيكية، أما في الشرق فقد انهار الاقتصاد المكبل بالايدولوجيا في الاتحاد السوفييتي، وانهار معه المعسكر الاشتراكي المرتبط اقتصاده هو الآخر بالايدولوجيا، أما في الصين فقد سادت مقولة دنج شياو بنج التي تقرر أن لون القط سواء كان أحمر أو أبيض لا يهم طالما أنه يصيد فأرا، ولهذا تحررت من الايدولوجيا، ولكنها لم تطبق اللبرالية الكلاسيكية، وأصبح اقتصادها مزيجا من اقتصاد الدولة واقتصاد السوق، وفي الأدب حدث أيضا طلاق بينه وبين الايدولوجيا ، وسقطت نظرية الوحدة العضوية بين الشكل والمضمون ، وأصبح النقد الأدبي شكليا ، بينما نقد المضمون ينتمي إلى النقد الثقافي ، وأنا لي محاولات في النقد الثقافي ( كتاب قراءة في كتاب الحب ) والنقد الأدبي (المقالات التي نشرت عن روايات بدرية البشر وعبده خال ومحمود تراوري) أما كتابي (معنى المعنى وحقيقة الحقيقة) فهو مزيج من النقدين.