تزامنت زيارة مورينهو مدرب ريال مدريد إلى أكاديمية اسباير قبل عدة أيام في دولة قطر مع إحدى المحاضرات النظرية التي كنا قد تلقيناها ضمن برنامج المرحلة الثانية من دورة دبلوم المحترفين لكرة القدم وقد تحولت الدقائق التي كانت مقررة لالتقاط الصور وإجراء التعارف بين الدارسين بالدورة والمدرب البرتغالي الشهير إلى حلقة من النقاش المفتوح واستقبال الأسئلة وذلك حسب رغبة مورينهو الذي قال إن الجلوس مع زملاء المهنة والحديث عن كرة القدم هو أكثر ما يحرص عليه ويشعر معه بالارتياح ومن هنا تغيرت أجواء القاعة وتشجع الجميع على طرح الأسئلة ومعرفة أهم أسباب نجاح المدرب مورينهو وكيف كان يتعامل مع المواقف الصعبة وانتقاد الإعلام خصوصا في فترات تدريب أندية انترميلان الايطالي وتشلسي الانجليزي وريال مدريد الاسباني وقد بدأت إجابات المدرب الخاص أو «الفريد من نوعه» كما يلقب في الإعلام الأوربي سهلة ومباشرة وفيها الكثير من الفوائد والنصائح المهمة والتجارب الخاصة والممتدة منذ البدايات وحتى تحقيق أغلى البطولات الأوربية وأكثرها صعوبة. ***تحدث مورينهو عن حجم المشاكل الإعلامية وعن ما يواجه من ضغوط واستفسارات حتى على المستوى الشخصي وغير المرتبط بالأمور الفنية والملعب وقال إن هذا الأمر طبيعي ويجب التعامل معه بشكل ذكي ومن غير استفزاز، وفي سؤال عن اعتماده على الجانب النفسي في تدريب الأندية وتحقيق النتائج أجاب إن اللاعب يحتاج إلى كل ما يساعد على توجيه الطاقة وتحديد الهدف وترجمة كل ما يملك من مهارة وتعليمات والعامل النفسي عنصر مهم لتحقيق التفوق والانجاز وفي بعض الأحيان تتساوى الفرص وتتكافأ الإمكانات وعلى المدرب زيادة الجرعة في أي عنصر يضمن التميز ويحقق النجاح ولا شك أن الاحتراف وأصول اللعب الحديث تتطلب التجهيز النفسي العالي والإعداد الشامل لكل الجوانب وبدون استثناء، وفي تعليق على أهمية الدورات بالنسبة للمدربين ذكر مورينهو انه لم يتلق خلال اثنتي عشرة سنة إلا ثلاث دورات فقط ومن وجهة نظره أن الممارسة والاتصال الفعال والاحتكاك بعد الاطلاع والمعرفة هي أهم الأسباب في تطور المدربين وصقل مواهبهم ولا يمكن أن تكون هناك فرصة حقيقية لنجاح أي مدرب ما لم يزاول المهنة ويفرض نفسه وإبداعه الخاص والتدريب قيمة وابتكار وفلسفة خاصة وتفكير ذاتي ومن هذا المنطلق يجب أن نعمل ونحاول أن نتطور ونحقق الأهداف.