بوصلة سفر السعوديين صيف هذا العام من المتوقع وبشكل كبير جدا أنّ تتجه إلى الداخل وذلك على الرغم من أن الكثير من الأسر السعودية والأفراد يفضلون السفر إلى العديد من الدول مثل مصر وسوريا ولبنان وتونس والمغرب، وآخرون يعشقون السفر إلى أوربا وبعض الدول الأخرى في مختلف بقاع المعمورة. إلا أن الأحداث الساخنة التي عصفت بمعظم البلدان العربية وظهور بكتيريا الآي لكولاي الذي أصاب الخضروات والبقوليات في الدول الأوربية جعل هؤلاء السياح بمختلف شرائحهم وميولهم يضطرون إلى التوجه نحو السياحة الداخلية إلى جانب بعض البلدان الخليجية الآمنة مثل عمان ودبي في الإمارات العربية المتحدة. وأوضح «عبدالله القحطاني» أنه اتفق مع أسرته على قضاء إجازة صيف هذا العام بماليزيا، مؤكداً على سوء الأوضاع في العديد من البلدان التي كان يفكر الذهاب لها صيف هذا العام، قائلاً: «لن أجازف أبداً وسأتجه لماليزيا نظراً لجمال الطبيعة بها ولأنها من البلدان الآمنة ويتجه لها الكثير من السعوديين في مثل هذه الأيام، ثم العودة للوطن الغالي وقضاء جزء من الإجازة في ربوع المنطقة الغربية مابين طبيعة الطائف الساحرة وبحر جدة الفاتنة ثم نختم بعمرة بمكة المكرمة». وأكد «صالح الزيد» على أنه من عشاق السياحة الداخلية منذ زمن طويل، مشيراً إلى أنه جرب السياحة الخارجية ووجدها مكلفة جداً، مضيفاً أنه اشترى منزل في أبها منذ 19 عاما حيث يكفيه من البحث عن السكن والتنقل بين الشقق المفروشة، خاصة إذا ما علمنا أنّ أسعار الوحدات السكنية تتضاعف خلال موسم الصيف. وقال «إبراهيم النجيمي»: «في الأصل أنا من أبناء المنطقة إلا أنني أسكن وأعمل بالرياض العاصمة الحبيبة ولاشك أنني جربت لسنوات طويلة السفر والسياحة الخارجية لمعرفتي المسبقة بمنطقتي هذه فكان لزاما أن ابحث عن وجهات مختلفة إلا أن الأوضاع الأمنية المضطربة في العديد من الدول العربية وكذلك الحالة المرضية التي تجتاح أوربا بأكملها جعلنا نراجع الحسابات ونفكر ألف مرة قبل الإقدام على خطوة السياحة الخارجية وكان الاختيار أن تكون وجهتنا هذا العام لمنطقة عسير والمنطقة الغربية». أبها وقد كساها الضباب مساء وأشارت «أم لارين» إلى أنّ السياحة الداخلية من الأمور التي تحافظ على المال، حيث إنّ المال يصرف داخل الوطن ويعود ريعه على أبناء الوطن ولاشك أن الأحداث السياسية واضطراب الأمن في العديد من البلدان قد اثر بلا شك على إقبال الكثير منا على السياحة الداخلية خوفا على أنفسهم من تلك الاضطرابات المخيفة. وخلال تجولنا داخل منتزه السودة السياحي التقينا الأستاذ «طارق القطان» -من دولة الكويت الشقيقة- قائلاً: «إننا نأتي كل عام إلى المملكة ذلك لقضاء إجازة الصيف وكذلك أداء العمرة ونحن من عشاق السفر إلى هذا البلد الآمن والى منطقة عسير حيث أتيت لها خلال عام 1410ه، وقد مكثت بها عدة أشهر ثم تمكنت من شراء قطعة أرض على الطريق الرابط مابين أبها ومتنزه السودة وأقمت بها منزلا خاصا للأسرة نظرا لعشقنا لهذا البلد ولأهله الكرماء النبلاء وللأجواء الساحرة التي تضاهي أجواء أوربا خاصة خلال موسم الصيف فنحن نأتي بالعائلة وجميع الأقارب للتمتع بسياحة آمنة ونقية وسط هذا البلد». وأوضح «يحيى آل مرضمة» -أحد المستثمرين الكبار في قطاع الإسكان السياحي- أنّ الإقبال هذا العام من المتوقع أن يفوق السنوات الماضية، مستبشراً بموسم سياحي مميز، حيث بدئت الحجوزات منذ فترة وتكاد تكون شبه ممتلئة أو مغلقة نظراً للإقبال الكبير الذي بدأت معالمه نلحظها منذ عدة أيام، ولا شك أنّ ما يحدث في مختلف البلدان سواء العربية أو حتى الأوروبية، أدى إلى هذا الإقبال المتزايد الذي لم نشهده من قبل وهذه فرصة للكثير للتعرف على مقومات السياحة الداخلية وما يقدم للسائح من برامج وأنشطة مختلفة تلبي احتياجات الأسرة وكذلك فئة العزاب. الثلج يغطي أحد الجبال وأكد «إبراهيم شرمان» -مستثمر- على أنه كان يتوقع الإقبال المتزايد على مختلف مناطق وطننا الغالي فهو يحتوي العديد من المهرجانات السياحية التي تنظم العديد من الفعاليات الجاذبة سواء هنا في عسير أو حتى في المناطق المختلفة فهناك مهرجان جدة، وهو من أميز المهرجانات وكذلك الرياض والشرقية وحائل والباحة ونجران وغيرها من المناطق بمعنى أن السائح أينما اتجه سوف يجد كل ما يرضيه ويرضي كافة الأذواق وكما يقال رب ضارة نافعة، حيث إنّ من أبناء الوطن يفضل السياحة الخارجية؛ إلا أنّ الأحداث التي أثرت على مختلف الدول هذا العام قد جعلت الكثير يتحول للسياحة الداخلية وهي فرصة لهم للتعرف على وطنهم الغالي.