سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوضاع مأساوية على الحدود السورية - التركية .. والجيش السوري يشعل النار في الجبال لمنع الناس من الهرب مئات المرضى بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض خصوصاً بين الأطفال
أكد نشطاء سوريون تردي الأوضاع الإنسانية على الحدود مع تركيا ، مع استمرار السلطات السورية في حملتها لقمع الاحتجاجات في شمال غربي البلاد. وقال نشطاء سوريون إن هناك المئات من المرضى بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض وخصوصا بين الأطفال. وأضافوا أن الجيش السوري يقطع الطرق المؤدية للحدود السورية التركية في محافظة إدلب ويقيم عشرات الحواجز ويعتقل كل من يريد النزوح من القرى باتجاه تركيا. وأوضحوا أن الشبيحة وقوات الأمن قاموا بحرق وتخريب عشرات البيوت في عدد من القرى سواء أكان أهلها من المشاركين في المظاهرات أو لا ، وأكدوا وجود الآلاف ممن يرغبون في اللجوء إلى تركيا ويريدون الاقتراب من الحدود إلا أن قوات الجيش تمنعهم. وفي إطار متصل ، قال النشطاء إن "عناصر المخابرات داهمت مشفى درعا (في الجنوب) الوطني واعتقلت عددا من الممرضين لقيامهم بمداومة جرحى المظاهرات واقتادتهم إلى أحد الفروع الأمنية في المدينة". ودعا النشطاء إلى إضراب عام يوم الخميس المقبل في جميع أنحاء البلاد ، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. واجتاحت قوات سورية بلدة بداما على الحدود التركية واعتقلت العشرات ، وقال نشطاء على الإنترنت إن 20 شخصا أصيبوا في إطلاق النار الكثيف ، وذلك في أحدث سلسلة من عمليات الجيش المكثفة على محافظة إدلب شمال غربي البلاد،بهدف "قمع" المتظاهرين المناهضين للحكومة. أما رسميا ، فقد ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب شهدت مسيرة شعبية حاشدة نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية تعبيراً عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها". وأضافت "طاف المشاركون مختلف شوارع المدينة وتجمعوا في الساحة الرئيسة مؤكدين دعمهم لوجود وحدات الجيش والقوات المسلحة ضمن المدينة بهدف حفظ الأمن وبث الطمأنينة في نفوس أبنائها الذين يعودون وبأعداد كبيرة بعد أن روعتهم أعمال التنظيمات المسلحة". وذكرت أن المشاركين "دعوا إلى مقاطعة القنوات الفضائية المغرضة ومحاولاتها المتكررة لتحريف الواقع بافتعال الأكاذيب وتزوير الحقائق على الأرض". الى ذلك قام الجيش السوري بمحاصرة وعزل قرية قريبة من الحدود السورية التركية يقصدها السوريون الهاربون من القمع للتبضع، حسبما اعلن سكان هذه البلدة الذين فروا منها. واشار شهود عيان ان بلدة بداما الواقعة على بعد عدة كيلومترات من الحدود اضحت خالية تقريبا من سكانها فيما اقامت قوات الامن السورية مراكز تفتيش على الطرق المؤدية اليها. وذكر ركاء العبدون وهو سوري يبلغ من العمر 23 عاما لوكالة فرانس برس "لقد اغلقوا المخبز الوحيد في البلدة ولم يعد باستطاعة السكان الحصول على الخبز" مضيفا "لقد شاهدت الجنود يطلقون النار على صاحب المخبز واصيب في صدره وفي ساقه". واشار الى انه فر من بداما السبت الا انه عاد اليها الاحد سالكا الطرق الجبلية ووجد البلدة شبه خالية. واضاف العبدو "ان الجيش يراقب جميع مداخل البلدة ويتحقق من الهويات من اجل توقيف المحتجين". وكان ناشط سوري ذكر السبت ان نحو خمس دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب انتشرت على مداخل البلدة وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها الجيش في ريف مدينة ادلب (شمال غرب). وادت الاضطرابات الى فرار اكثر من 10 الاف شخص الى تركيا، بحسب السلطات التركية. وذكر حميد (26 عاما) انه "هرب من بداما السبت مع عائلته بعد ان قام الجنود باطلاق النار عشوائيا في البلدة". وقال "كنت خارج المنزل عندما فتحوا النار من بعيد، هربنا عبر الجبال وشاهدت دراجتي النارية تحترق". وتابع "لقد سكبوا البارحة (السبت) المحروقات واشعلوا النار في الجبال لمنع الناس من الهرب". واعلن صديقه سامي ان "سكان بداما بدأولا بترك البلدة منذ بضعة ايام عندما دخلت المليشيات ورجال المخابرات السورية البلدة واطلقوا النار في الهواء فيها". واضاف "لم يبق في البلدة سوى الف شخص وغادروها البارحة (السبت)" لافتا الى ان "من بقي هم الذين يعملون مع النظام".