ربما كانت هذي الكلمات الثلاث تلخص تلك السنوات الست الزاهرات، منذ مطلع عهد ملك الإصلاح والتطوير خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وسدد خطاه -، وإن من تمام حكمة ربنا عز وجل أن جعل انتظام حياة الناس وصلاحها في اجتماعهم وتعاونهم وحسن سياستهم، وأن فلاح سياستهم يحصل بصلاح من يتولى أمرهم، ويقوم على أحوالهم باستصلاح شؤونهم، وإقامة العدل بينهم، وإشاعة الأمن في أرضهم، وما خادم الحرمين الشريفين إلا في المقام الأرفع من كل ذلك، أدام الله عليه فضله وتوفيقه. وأنى اتجهت أو قلَّبت ناظريك، ستجد دلائل ذلك لائحة وأماراته شاهدة، ففي مجال التعليم (العالي والعام) والصحة والقضاء وغيرها حراك لا يهدأ وجهدٌ لا يعرف الكلل، وحدبٌ ورعاية في الداخل، وحكمة وبعد نظر في التعاطي مع ما يموج من أحداث في الخارج، صدق في حسن نية، وسداد في طهر طوية، لا يستأثر برأي وهو ذو الرأي الحصيف، ولا يستبد بقرار وهو الذي يأمر فيطاع، فلله دره من قائد، يندر أن يجود الزمان بمثله. وإن المتبصر في مسيرة هذه السنوات الست النيرات، والمتأمل في منهج خادم الحرمين الشريفين خلالها في إدارة شؤون الحكم والتعامل مع مجالات الاقتصاد والعلاقات الدولية والحفاظ على الأمن والقضاء بين الناس ورعاية الحقوق وكفالة الحريات وفي مجال العلوم والصناعة والتنمية والعمران، ليجد حرصاً مغروساً في الأعماق ويقيناً لا يتزعزع في استمساكه بشرع الله واتباعه لكتاب الله واقتفائه سنّة نبي الله صلى الله عليه وسلم. وفي ذلك أخذ بمأثور فقهاء الإسلام في تعريف السياسة الشرعية، ويكفينا في هذا المقام ما نقله ابن القيم عن أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: «السياسة ما كان من الأفعال؛ بحيث يكون الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نزل به وحي» إعلام الموقعين 4/309. ولقد كثر المثنون والشاكرون، وتتابع الكتّاب والمتحدثون في ذكر انجازات خادم الحرمين الشريفين ومحاسنه ومزاياه، وهذا بعض حقه علينا، ومن تمام حمد الله على ما أنعم به على هذا البلد وأهله. اسأل الله عز وجل لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد ولسمو النائب الثاني، ولهذا الوطن الطيب ولجميع من سكن على ثراه، مزيداً من الخير ومزيداً من الفضل ومزيداً من التوفيق. * رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء