حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الجمعة من أن بلاده قد تواجه فترة كساد ومن مغبة بناء نظام للحوكمة تحت قيادة زعيم واحد. وفي كلمة من المرجح أن تفسر على أنها انتقاد ضمني لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين طالب ميدفيديف الحكومة بتعديل خططها "المتواضعة" للخصخصة بحلول الأول من أغسطس. وقال ان السيطرة على الشركات الحكومية تمثل خطرا على روسيا وانه يجب على كبار المسؤولين مغادرة مجالس إدارة الشركات الحكومية بحلول الخريف. ونقلت وسائل إعلام روسية عن ميديفيديف قوله في منتدى "بطرسبورغ" الاقتصادي الدولي إن "عمر روسياالجديدة يبلغ هذا العام 20 عاماً. وقد حقق بلدنا تقدماً هائلاً في التنمية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ونظامه الشمولي". ولفت إلى أن حصة القطاع الخاص في الاتحاد السوفيتي كانت تناهز الصفر مقابل أكثر من 60% في الوقت الراهن، فيما تجاوز الدين العام للاتحاد السوفيتي حجم إجمالي الناتج المحلي للبلاد بنسبة 50% وقتذاك. وأشار إلى أن روسيا أنجزت خلال فترة وجيزة إصلاحات على نطاق واسع، لتنتقل من نظام أسعار تحددها الدولة إلى "معادلة سوقية لتحديد الأسعار، ومن المراقبة الصارمة لسوق العملات إلى أحد النماذج الأكثر ليبرالية، ومن بلد مغلق أمام الرأسمال الأجنبي إلى اقتصاد منفتح بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المتراكمة فيه 300 مليار دولار". وأضاف أن منظومة ضرائب جديدة قد أنشئت من الصفر تقريبا، لافتاً بأن نسبة الضرائب للشركات والأشخاص تعد من أدنى النسب في العالم حالياً. وأعلن ميدفيديف أن السلطات الروسية لا تبني رأسمالية الدولة، ومرحلة تعزيز دور الدولة في الاقتصاد انتهت. ولفت إلى وجوب تحقيق مشروع تنمية تحديثية لروسيا بصرف النظر عن تغييرات محتملة في قيادة الدولة. وقال "يجب تحقيق هذا المشروع بصرف النظر عمن سيشغل أي وظائف خلال السنوات القليلة المقبلة"، مضيفاً "إنني كرئيس للدولة مسؤول شخصياً عن ذلك، وأيضا زملائي الذين أحقق برنامج التحديث معهم". وقال الرئيس الروسي ان عمليات التحديث في بلاده تواجه صعوبات ولكنها بدأت تعطي نتائج ايجابية. إلى ذلك رأى الرئيس الروسي إمكانية أن تنضم بلاده إلى منظمة التجارة العالمية قبل نهاية هذا العام، ولكنه استبعد انضمام بلاده إلى المنظمة وفقاً لشروط لا تخدم مصلحتها.