استطاعت محافظة الغاط الواقعة شمال غرب مدينة الرياض بمسافة (240) كم أن تلفت نظر السائحين إليها بعد أن فاز مشروع « القرية التراثية « القائم فيها بجائزة « أفضل مشروع من منظمة السياحة العالمية» ، وذلك باعتباره مشروعاً اقتصادياً متكاملاً؛ نظراً لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يسهم في تنمية المنطقة. وتهدف الفعاليات التي تُقام بالقرية التراثية من خلال تنظيم (أسواق شعبية) و(مهرجانات متنوعة) وأنشطة ثقافية، وكذلك أنشطة تراثية ، إلى أن تكون القرية منطقة جذب سياحي من خلال وجود النزل والمنشآت فيها، وكذلك وجود عدد من المواقع السياحية والتراثية التي تم تطويرها، كما أنه يسهم في توفير فرص العمل، ويشجع الاستثمار في مجال ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها وتوظيفها كنزل ومطاعم سياحية، وزيادة نمو وتشغيل الخدمات المساندة مثل الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والنقل، إضافة إلى دعم وتسويق المنتجات الزراعية والحرفية، والمأكولات المحلية التي ينتجها سكان القرية والمناطق المحيطة بها، وإحياء نشاطات الحرف والصناعات التقليدية، وإبراز تراث المنطقة وثقافتها، والمحافظة على الهوية التراثية العمرانية وزيادة الوعي والتكافل الاجتماعي بين أهالي القرية الواحدة. فرصة اقتصادية شاملة لقد تبنت الهيئة العامة للسياحة والآثار مشروع بلدة الغاط القديمة الواقعة جنوب الغاط منذ عدة سنوات، ضمن مشروع تنمية القرى التراثية التابع للهيئة، وشهدت القرية التراثية بالغاط تطويراً كبيراً خلال الفترة الماضية، فلم يتوقف هدف الهيئة عند الترميم بل كان الهدف أن تصبح القرية التراثية بالغاط منتجعاً سياحياً ومورداً اقتصادياً يسهم في توفير فرص عمل جديدة في المحافظة ويعمل مع المجتمع المحلي لإيجاد فرص اقتصادية واستثمارية فضلاً عن تعزيزه للسياحة الريفية، وقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع عدد من الجهات من القطاعين الحكومي والخاص، ومن تلك الجهات: وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة النقل، ووزارة الزراعة، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. بجانب مبادرة أهالي المحافظة بتقديم مبالغ مالية لتأهيل البلدة القديمة وترميم المباني التراثية التي تحمل من المقومات ما يجعلها مثالاً للقرية التراثية التي يتم تأهيلها تراثياً وسياحياً وهو ما تسعى إليه الهيئة التي أنجزت العديد من المواقع والمعالم بالقرية القديمة في الغاط مثل: ترميم وإعادة بناء مسجد العوشزة، وإعادة بناء محلات في بلدة الغاط القديمة، وترميم جزء من قصر الامارة وتوظيفه كمركز للزوار، وإعادة تصميم المحور الحيوي وسط البلدة، إضافة إلى تنفيذ الطريق والساحة وتهيئة الممرات، وإعداد دراسة لتحسين عدد من الخدمات الأساسية المتوفرة، وكذلك إعداد دراسة لتنفيذ عدد من البرامج والفعاليات طوال العام، وإعداد دراسة لتسويق البلدة القديمة، والعمل على ترسية مشروع لتصميم فندق تراثي بالبلدة يشمل عدداً من المباني الطينية في البلدة بهدف إبراز إمكانية توظيف تلك المباني واستثمارها اقتصاديا بما يعود بالفائدة على الملاك والمستثمرين. ولأن المشروع حقق نقلة كبيرة في مسار تطوير وإعادة تأهيل مواقع التراث العمراني، فهذا ما أهله مؤخراً للفوز بجائزة أفضل مشروع تأهيل بلدة تراثية من منظمة السياحة العالمية UNWTO في البرتغال مؤخراً حيث منحت المنظمة الجائزة لمشروع تأهيل البلدة التراثية في الغاط ممثلاً في الجمعية التعاونية التي تمثل المجتمع المحلي في الغاط، والتي تقوم على مشروع تأهيل البلدة التراثية تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتعاون والشراكة مع العديد من الجهات الحكومية، وهو ما يعد تقديراً واعترافاً منها بما ينطوي عليه المشروع من أفكار إبداعية في المحافظة على التراث العمراني وإعادة توظيفه اقتصادياً بما يسهم في خلق المزيد من فرص العمل في مشاريع الترميم والتأهيل والفنادق التراثية والخدمات السياحية، والمحافظة على الحرف والصناعات اليدوية، وغيرها من الأعمال والأنشطة التي تجعل من توظيف التراث العمراني منتجاً سياحياً يسهم في تنمية وتطوير المجتمعات المحلية. وكانت منظمة السياحة العالمية UNWTO في البرتغال، أقامت حفلاً كبيراً الأسبوع الماضي لتسليم جوائز يوليسيس التي تمنحها المنظمة للشخصيات والمشاريع السياحية المتميزة عالمياً، حيث تسلم الجائزة محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري والأستاذ عبدالرحمن بن عيسى الجساس المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الرياض بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في البرتغال هشام بن سلطان القحطاني.