عارض الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى ، و هو أحد أهم رجالات الرئيس بوتفليقة وأكثرهم ثقة وقربا إليه ، قرار الأخير الإبقاء على المجال السمعي البصري مغلقا أمام المتعاملين من القطاع الخاص موضحا أن الأمر " صار ممكنا " لكن بشرط " مراعاة ثوابت الأمة من إسلام وعروبة وأمازيغية " . وإن كان أويحيى ، المعروف لدى الأوساط الإعلامية باسم " صاحب المهمات القذرة " على خلفية تدابيره الاقتصادية التي استنكرها الشارع الجزائري خلال التسعينيات والجزائر تعيش ظرفا داخليا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا صعبا ، يتحدث في حصة سياسية تلفزيونية " حوار الساعة " استضافته ليلة الأربعاء إلى الخميس ، كأمين عام لحزب " التجمع الوطني الديمقراطي " فإن ذلك لم يمنعه من الكشف عن موقفه الشخصي كسياسي تجاه النقاش المفتوح في الجزائر منذ أزيد من عقدين حول ضرورة فتح المجال السياسي أمام الخواص من عدمه ، وهذا رغم الموقف المتشدد الذي يتمسك به الرئيس الجزائري الذي يرى ، مثلما ظل يذكّر به منذ وصوله السلطة العام 1999 ، أن الظروف التي تمر بها الجزائر ومستوى النضج الحالي في البلاد لا يسمح بعد بفتح السماء الجزائرية للخواص . وليس أحمد أويحيى ، الذي يدعّم حزبه ، ضمن ما يعرف ب " قطب التحالف الرئاسي " برنامج الرئيس بوتفليقة ، ليس وحده من يسير في الاتجاه المعاكس لقناعات رئيس البلاد فيما يتعلق بفتح الفضاء السمعي البصري أمام الخواص ، لقد سبقه في 18 أبريل / نيسان الماضي عبد العزيز بلخادم وهو الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي اعتبر في حوار مع القناة الإذاعية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية أن الجزائر ستكون مجبرة يوما ما على فتح المجال السمعي البصري أمام المتعاملين الخواص" وأن المسألة " باتت حتمية" .