اشتكى كبير المحققين المصريين في ثروة الرئيس المخلوع حسني مبارك وباقي رموز نظامه من المراوغة التي يبدوها اثناء عملية التحقيق وعدم تعاونهم في الكشف عن الاموال التي بحوزتهم. ونقلت صحيفة الشروق امس عن رئيس هيئة الفحص فى جهاز الكسب غير المشروع خالد سليم إن التحقيق مع مبارك ورموز نظامه كان "أمرا فى غاية الصعوبة والإجهاد." ووصف سليم مبارك وأعوانه من المسؤولين والوزراء بأنهم "كائنات قادمة من كوكب آخر لا تجيد سوى فنون المراوغة". وقال سليم ان التحقيقات معهم "ماراثونية وتحتاج إلى نفس طويل وتركيز شديد ومراقبة أقوالهم ومراجعتها جيدا في لحظتها." وكلف الجهاز بعد الثورة التي اطاحت بمبارك بالتحقيق في الاتهامات الموجهة اليه والى عائلته والعديد من مسؤولي نظامه بالتربح واستغلال النفوذ والفساد التي ادت الى تكديس ثروات طائلة تحاول الدولة رصدها واستردادها منهم. ويعتقد كثيرون من المصريين ان استرداد جميع الاموال المنهوبة قد تكون عملية صعبة وطويلة المدى ويؤيدون فكرة الوصول الى اتفاقات او صفقات مع المتهمين للحصول على جزء منها. غير ان سليم، الذي يعتبر المسؤول الاول عن عملية رصد الاموال واستردادها، اقسم انه "لن يتنازل عن مليم واحد من أموال الشعب." في الاطار ذاته تعهد البرلماني السابق والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة حمدين صباحي بمنح صلاحيات اوسع للجيش في الدستور الجديد اذا فاز بالمنصب الرئاسي. وقال صباحي، في حوار مع المصري اليوم نشرته امس ، ان المؤسسة العسكرية "ستكون لها سلطات أوسع في حال فوزي في الانتخابات، وسيضاف نص في الدستور ليوسع مهامها بقدر أكبر وحتى يعود الأمن إلى الشارع مرة أخرى". وكانت قوى علمانية مصرية قد طالبت بان يتضمن الدستور المصري الجديد نصا يشير الى قيام المؤسسة العسكرية بحماية علمانية الدولة في مصر، في محاولة لاستنساخ النموذج التركي. وتابع صباحي "أرى أن المؤسسة العسكرية تحترم إرادة الشعب في حال اختياره لرئيس مدني وستتعاون مع الرئيس الجديد". واضاف "أنا ضد تصدير الغاز لإسرائيل بالفعل، وأول شىء سأفعله فى حال فوزي بالرئاسة، هو قطع الغاز نهائيا عن إسرائيل، فتصدير الغاز لإسرائيل غير شرعي". واعتبر صباحي ان القيادي الاخواني عبد المنعم ابو الفتوح، والمستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض "كليهما يصلح للمنصب" الرئاسي. واضاف صباحي ان المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عمرو موسى "يعد الأشهر من بين المرشحين لأن الشارع المصري يعرفه، ونحن شعب نميل إلى من نعرفه أكثر". لكن صباحي عاد وأكد أن فرصته أكبر من غيره من المرشحين للسباق الرئاسي، مشيرا إلى أنه أقرب المرشحين احتكاكا بالمصريين وعلما بمشاكلهم. وقال أن أفضل من يتحدث باسم جماعة الإخوان هو عبدالمنعم أبوالفتوح، لكن المأزق أو التخبط الحالي هو أن أبوالفتوح أعلن عن نيته الترشح، وهذا يجعل الجماعة فى مأزق شديد وهو إما أن تناور وتراوغ وبالتالى تفقد مصداقيتها أو أنها غير قادرة على السيطرة على أعضائها البارزين، وهذا يفقدها صورتها وهيبتها..