يعاني البعض من مرض «الكبد الدهني» أو زيادة الدهون في خلايا الكبد، ويسبب هذا المرض قلقاً بالغاً رغم إمكانية معالجته وعدم وجود مضاعفات له في الغالب؛ ولكن من المحتمل ان يتحول الكبد الدهني إلى تليف في الكبد في بعض الحالات، وهنا قد تكمن الخطورة. وفي حديثه ل «الرياض» يشير الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة والجهاز الهضمي بكلية الطب بجامعة عين شمس إلى ان هناك نوعين من الكبد الدهني؛ أولهما: النوع الكحولي (من أثر تناول الكحول)، والنوع غير الكحولي (حيث لم يتناول المريض أي كحوليات)؛ بجانب استبعاد أسباب أخرى مثل الفيروس «سي» أو «ب». ويقول د. مححت: يعتبر الكبد الدهني من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى معاودة المرضى لأطباء الكبد بعد الالتهاب الكبدي المزمن من أثر الفيروسات، ويرتبط الكبد الدهني بارتفاع دهون الدم والسمنة المفرطة والنوع الثاني من مرض السكري (غير المعتمد على الأنسولين)؛ وذلك لارتفاع مستوى الأنسولين بالدم؛ وهو بالتالي يسبب ترسّب الدهون بخلايا الكبد؛ الأمر الذي يتضح فقط من خلال أخذ عينة من الكبد. وهناك أسباب أخرى لحدوث الكبد الدهني مثل بعض عمليات التخسيس الجراحية، والتغذية بالوريد، والتخسيس السريع، والمجاعة لفترة طويلة، وتعاطي أدوية معينة كبعض أقراص منع الحمل، وتبدو نسبة حدوث هذا المرض أكثر من السيدات. ويوضح د. مدحت ان الكبد الدهني من أكثر الأسباب لارتفاع أنزيمات الكبد بعد استبعاد الكحول والخمور والفيروسات، ويقول: يحدث التليف في حوالي 30٪ من حالات الإصابة بالمرض، وعندئذ تختفي الدهون من خلايا الكبد، ولا شك في ان العامل الوراثي وراء حدوث التليف في بعض الأشخاص دون غيرهم. ويشكو مريض الكبد الدهني من تعب سريع واجهاد وكسل وألم أعلى البطن في الجهة اليمنى وتضخم بالكبد، وترتفع أنزيمات الكبد بالدم، ويرتفع مستوى الصفراء ومستوى الحديد بالكبد والدم. ويتأيد تشخيص الكبد الدهني بالموجات فوق الصوتية، ويتضح أكثر باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي. ويشير الدكتور مدحت الشافعي إلى أنه لابد من توقع مرض الكبد الدهني عند مريض السكري من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين)؛ مع سمنة مفرطة وارتفاع مستوى أنزيمات الكبد، ويقول: يتخلص العلاج ببساطة في التخسيس التدريجي، والرياضة المنتظمة، وتنظيم دهون الدم، وتعاطي بعض الأدوية لتقليل الدهون في الدم ومضادات الأكسدة لحماية الكبد، وذلك لتفادي التليف ومضاعفاته.