يعتبر قرار المحكمة العليا الأمريكية الذي صدر بشأن نشر "أوراق البنتاجون" والذي كان بمثابة اختبار لحرية الصحافة هو ما يذكر بهذه الأوراق أكثر من تفاصيل الحرب الأمريكية في فيتنام نفسها، حيث يعتزم الأرشيف القومي الأمريكي اليوم الكشف عن باقي تفاصيل ما يعرف باسم "أوراق البنتاجون" التي تتعلق بالحرب الأمريكية في فيتنام والتي تم تسريب جزء كبير منها في عام 1971. ومن المقرر أن تقوم المكتبات الرئاسية الخاصة بكل من الرؤساء الأمريكيين السابقين جون أف كنيدي وليندون جونسون وريتشارد نيكسون بنشر باقي تفاصيل التقرير، الذي يتألف من سبعة آلاف صفحة، في تزامن مع الذكرى السنوية الأربعين لعملية التسريب التاريخية الأولى، وكان دانيال السبيرج أحد مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد سرب نسخا من معظم صفحات التقرير الذي يحمل اسم "العلاقات بين الولاياتالمتحدة وفيتنام 1945 - 1967: دراسة أعدتها وزارة الدفاع" إلى صحيفة "نيويورك تايمز" وبعض الصحف الأخرى والتي بدأت في نشرها في 13 يونيو 1971، حيث حصلت إدارة نيكسون على حكم قضائي بحظر نشر الوثائق التي صنفت بأنها سرية للغاية بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ثلاث مقالات حول التقرير، وسرعان ما نظرت المحكمة العليا الأمريكية في القضية المقامة بين الصحيفة والحكومة حيث قضت المحكمة بأن الحكومة لم تقدم الأدلة الكافية لتبرير "الحظر المسبق" لنشر الوثائق السرية. ويتوقع المؤرخون والأشخاص المطلعون على التقرير أن تكشف باقي تفاصيل "أوراق البنتاجون" عن القليل من المعلومات المثيرة حول التصعيد الأمريكي للحرب في فيتنام بعد أن سرب السبيرج التفاصيل الأكثر إثارة وأكثر إحراجا من الناحية السياسية في عام 1971.