ينظم المركز الثقافي الإعلامي للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، في أبوظبي مساء اليوم محاضرة للدكتور صلاح الدين أحمد يونس، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية النقد، محاضرة بعنوان"بين عمر أبي ريشة العربي وجون كيتس الإنجليزي". تأتي المحاضرة احتفاءً بالذكرى الحادية والعشرين لوفاة الأديب والشاعر الدبلوماسي السوري عمر أبي ريشة. وأكد حبيب الصايغ المدير التنفيذي للمركز أن أهمية المحاضرة تنبع من الاهتمام الكبير الذي يوليه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، بضرورة توسيع دائرة المعرفة والفكر لدى الإنسان في شتى علوم الحياة الفكرية والإنسانية، دون سقف أعلى يحد من نموها، الأمر الذي من شأنه إثراء الوعي العلمي لكافة أفراد المجتمع بما هو إيجابي ومفيد. وأضاف أن المحاضرة ستتطرق لثقافتين في مرحلتين زمنيتين مختلفتين، يتم خلالهما استعراض السيرة المرموقة للشاعرين عمر أبي ريشة السوري الأصل وجون كيتس الانجليزي، وجهودهما الكبيرة المقدرة في مجالي الشعر والأدب، والذي عبرا عنه في مختلف أعمالهما بأعذب وأروع الكلمات والمعاني وأرقى الصور الجمالية، حيث تبوأ أبو ريشة الشاعر الديبلوماسي مكانة سامية بين كبار شعراء وأدباء العصر حتى وفاته في العام 1990، وحلق بدواوينه عالياً في حب الوطن والجمال، ونال بذلك حب الجمهور العربي والعديد من الأوسمة. ويقارب المحاضر الدكتور صلاح الدين أحمد يونس نقدياً ما بين أبي ريشه والشاعر الإنجليزي الرومانسي جون كيتس (17951821م) حيث عانى الأخير من بعض مظاهر الشقاء التي امتدت لتشمل وفاة أبيه صغيراً وفقره الشديد وافتقاده الأم حتى وفاتها وعدم قدرته على الزواج بمن أحبها بالإضافة إلى تنكر الشعراء والنقاد له في حياته ، وبرغم عمره القصير الذي لم يتجاوز خمسة وعشرين عاماً لم يبدع شعراً إلا لخمس سنوات منه فقط إلا أن عدداً من الشعراء الإنجليز اعترف بالفضل له بل تأثره به بعد وفاته ومنهم "ألفرد تينيسون" كما نال حقه من النقد الموضوعي بعد وفاته ،أيضاً. والمعروف أن الشاعر عمر أبي ريشة توفي في 14 من يونيه 1990م إثر حادث سير بمدينة الرياض ، نشأ أبو ريشة في أحضان أسرة متصوفة تميزت بسموها فوق الخلافات المذهبية، فتلقى سعة الأفق منذ نعومة أظافره،وانتقل في تعليمه ما بين لندن وباريس وبيروت، وتدرج في حياته العملية بداية من مدير لدار الكتب الوطنية بحلب وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق ثم وزيراً مفوضاً لسوريا في الجامعة العربية، وعدد من الدول ثم عين سفيراً عام 1948 وعضواً بالأكاديمية البرازيلية للآداب، وعضو المجمع الهندي للثقافة العالمية ونال عدداً من الأوسمة التكريمية ونحوها من عدد من دول العالم، وتنقل في عمله الدبلوماسي بين الأرجنتين وتشيلي والهند والولايات المتحدة. أما حياته الإبداعية فقد شهدت ثراء كبيراً إذ كتب المسرحية الشعرية ،وعدداً من الدواوين جعلت النقاد يضعونه في مصاف كبار الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين ،وإن كان بعضهم قد عده ممثلاً لقمة الكلاسيكية الشعرية وآخر روادها في سوريا، فقد رآه آخرون متمرداً على التقاليد الشعرية‘ فيما اتفق عدد آخر من النقاد على غلبة النزعة الوجدانية الرومانسية وتأثره بشعراء المهجر . كما عرف عنه اعتداده الشديد بنفسه وبإبداعه.