قطاع الشباب في مجتمعنا تفوق نسبته 60%من تعداد السكان وبالتالي فهو قاعدة استهلاكية ضخمة لا يمكن تجاهلها . ولكن .. كيف لذلك ان يتحقق وكل المشروعات السياحية موجهة للعائلات فقط ؟! فالأسواق ممنوعون من دخولها بل وحتى الشقق الفندقية في بعض المدن السياحية لا يمكنهم الإقامة فيها !! اما المواقع التي تستهدف وتحاول أن تلبي رغباتهم وتفرغ طاقاتهم فهي مشروعات تحت المطاردة ، وعلى سبيل " الكافي شوب " والمقاهي او المطاعم حتى وإن أتيح لهؤلاء الشباب التردد عليها ماهي الا ساعات قلائل حتى تبدأ مطاردتهم من تلك الاماكن لان الانظمة لا تسمح ببقاء ابوابها مفتوحة بعد منتصف الليل !! شباب يجلسون في أماكن عامه أقول عامة ..ماذا فيها ؟! وأين يذهبون إذا تم إغلاق ذلك المتنفس العام في وجوههم خلال ساعات قلائل ناسين أو متناسين ان العاصمة الرياض ليلية بحكم طقسها الملتهب صيفا بمعنى ان فترة التواجد في تلك الأماكن فقط من الساعة التاسعة مساء وحتى الثانية عشرة !! من هنا لا يبقى أمام الشباب من خيارات سوى التجول في الطرقات او الاتجاه الى الاستراحات وما أدراك ما الاستراحات التي انتشرت بشكل كبير خاصة في الرياض حيث كل شيء فيها يتم في الخفاء !! فما هو المبرر الذي يجعلنا نهاجم النور وندفع شبابنا الى الظلمة والانعزالية والخفاء ؟ ما بين الاستراحات او حتى في غرف منازلهم اننا لا زلنا نتجرع المرارة ونشعر بالأسى عندما نرى الاطباق اللاقطة تكاد تغطي فضاء الوطن والعمالة المتخصصين في بيع وترويج اشرطة الفيديو واسطوانات (dvd ) منتشرين في كل الشوارع والاحياء وبكافة مناطق المملكة اما السينما فهي ممنوعة بالرغم انها تعرض في اماكن عامة وكل ما يعرض فيها تحت المراقبة والمتابعة وذلك بعكس مشاهدة الافلام في المنازل او الاستراحات التي تتم في خلوة ولا يمكن رقابتها ولا حتى السيطرة عليها !! ان ما ذكرته ظاهرة واقعية وهموم العديد من هؤلاء الشباب الذين يشعرون مع شديد الأسف بأنهم "ملفوظون" في المجتمع ومتهمون حتى تثبت براءتهم !! وقفة : بين الطاقة والفراغ علاقة مقصية مدمرة تأثيرها السلبي لا يحسب على الشباب وحده بل مجتمعه ايضا ، من هنا تتركز جهود وخطط المسؤولين دائما على تحقيق المعادلة ( شباب) (طاقة) + (استثمار) = تنمية واستقرار . كل العالم من حولنا يتنافسون على عقول وجيوب شبابنا ومن عجز عن جذبنا لملعبه حضر إلى ملعبنا بل الى بيوتنا وغرفنا ..اسألوا رسائل (sms)والشات والبالتوك فهي وسائل لبديل قادر على المنافسة ومخاطبة عقول وجيوب شبابنا؟! وما يزيد الطينة بلة هو ان نسبة عالية من الشباب خاليو عمل بمعنى عاطلين لا شغل ولا مشغلة بحثوا عن فرص عمل فلم يجدوا امامهم الا ابوابا مغلقة وبحثوا عن وسائل ترفيه تلبي رغباتهم فلم يجدوا الا المنع والمطاردة !! أخيرا: تشير آخر الاحصائيات بان 90% من السجناء السعوديين عاطلون 70% منهم جامعيون !!. والسؤال الذي طرح نفسه ألم تدرك بعد الجهات المعنية هذا الأمر وخطورة تلك المؤشرات ؟! أم حلم ورجاء الشباب.. فالكرة لازالت في شباك هيئة السياحة ! أحمد بن محمد الشريدي