اقامت امارة ابوظبي التي تظل السياحة فيها بعيدة عن مستواها في امارة دبي، في ابوظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة فندقا فخما اشبه بقصور الف ليلة وليلة. ويبدو «قصر الامارات» بقوس النصر المشيد عند مدخله وقبابه ال 114 المزينة بالخزف والتي يبلغ قطر اكبرها المرصع اعلاها بالذهب، 42 مترا، وبأعمدته الرخامية الفارهة وممراته التي لا نهاية لها والاشبه بالشوارع، اشبه بقصور الف ليلة وليلة منه الى مبنى فندقي بالمعنى المتعارف عليه. ويعود ذلك الى ان الفندق الذي افتتح في السابع من اذار/مارس الماضي ملك لامارة ابوظبي اكبر الامارات السبع التي تكون دولة الامارات العربية المتحدة واغناها اذ انها تنتج لوحدها حوالي 90 بالمئة من الانتاج النفطي للامارات التي تعد احد ابرز منتجي النفط في العالم. ولا يتوفر اي رقم رسمي بشأن التكلفة الحقيقية لانشاء هذا المعلم الذي لم تنته الاشغال فيه بالكامل. وكانت هذه الاشغال بدأت قبل اكثر من ثلاث سنوات وتطلبت جهود 12 الف عامل. غير ان المال لم يطرح على ما يبدو اي مشكلة. ويمكن اعتبار الفندق من ثمار العائدات الضخمة التي نجمت عن الارتفاع الكبير لاسعار النفط. وقال ستيفان كمنسكي المدير الالماني للفندق الذي تديره شركة «كمبنسكي» المتخصصة في ادارة المنتجعات السياحية الفخمة، بفخر «انه مرجع لابوظبي ومجمل الشرق الاوسط». والفندق المقام على كورنيش ابوظبي عند شاطىء رملي بطول 1,3 كلم، مكون من جناحين متماثلين شيدا على جانبي مبنى مركزي يؤوي 92 جناحا سكنيا. وتبلغ تكلفة اقل هذه الاجنحة فخامة 2500 دولار (9500 ريال) لليلة. وفي الطابق الرابع من الفندق توجد سبعة اجنحة مخصصة لحكام الامارات السبع (ابوظبيودبي والشارقة وعجمان وام القيوين والفجيرة ورأس الخيمة). وفندق «قصر الامارات» هو ايضا مقر اقامة رسمي لكبار زوار ابوظبي. ويطغى الاصفر والامغر على الوان الفندق بهدف جعله يعكس تموجات الوان رمال الصحراء. وعمد القائمون على الفندق ايضا الى تزويده بآخر المنتجات التقنية، من ذلك ان كل غرفة فيه مزودة بشاشة تلفزيون «بلازما» تفاعلية. غير ان ما يثير الدهشة في الفندق هو حجمه فالمسافة من طرف الفندق الى طرفه الاخر كيلومتر واحد اما الجولة فيه فتعني المشي 2,5 كلم. ويقر العاملون فيه انهم واجهوا مشاكل في تحديد وجهاتهم في الايام الاولى من العمل. ولتفادي الضياع داخل الفندق يمكن للزبائن التعويل على اشارات شبيهة باشارات المرور وعلى 30 شاشة تفاعلية وخرائط وعشرات الموظفين الموزعين في مختلف ارجاء الفندق. وبالرغم من انه لم يمض كثير من الوقت على فتح ابوابه فان الفندق اجتذب مئة زبون شغوف باكتشاف كل جديد. وتقول السائحة السويسرية مارليز وودتلي انها منذ ان وقعت عيناها على الفندق اثناء زيارة لدبي للتسوق لمناسبة عيد الميلاد، اصبح حلمها الوحيد ان تقيم في هذا القصر. وقالت «لقد اعجبني. انه اشبه بالحلم. حلم ساندريلا (..) وقلت لنفسي : اريد ان امضي فيه ليلة». وعادت الاسبوع الماضي مع زوجها لقضاء خمسة ايام. وقالت «لقد جئنا الى ابوظبي فقط من اجل هذا الفندق» مضيفة انها تفضل عاصمة الامارات عن دبي التي تبعد عنها حوالي 150 كلم. واوضحت «انها اكثر هدوءا والحياة فيها اقرب الى الاصالة العربية». وتعول ابوظبي على هذين العاملين لتطوير صناعتها السياحية التي تعاني من مقارنتها مع السياحة في دبي. واستقبلت امارة دبي السنة الماضية 5,4 ملايين سائح في حين استقبلت ابوظبي 800 الف سائح فقط. واذا كانت ابوظبي تملك الثروة فان دبي هي التي تملك حتى الان، الطموح والحيوية وكذلك الافكار.